لا أستطيع أن أخفي إعجابي وتقديري للرئيس «بوتين» عندما يناهز الإنسان السبعين من العمر يزداد إيمانه بالواقعية، وهذا يزيد من إعجابي بالرئيس بوتين لواقعيته علي الرغم من صغر سنه النسبي. أنا أعتقد أن الهجوم علي الرئيس بوتين مصدره الأساسي أن بوتين رجل قوي ويريد اتحادا روسيا قويا. الهجوم والشائعات التي تحيط ببوتين سببها الأساسي الحرب الباردة المستمرة بين الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وأوروبا واليابان. لا تبحث عن المرأة كما يقول المثل الفرنسي لكن ابحث عن المال والقوة والبترول تجد التفسير الواقعي.. انس الأيديولوجيات، نحن في عصر العلم والصناعة والزراعة والتجارة والبنوك.. انس كل الشعارات الزائفة، أنا متأكد وأعرف تمام المعرفة كيف سأهاجم علي صراحتي عندما أقول انس كل المقررات ومنها بالنسبة للدول النامية كلمة الديمقراطية التي هي حق يراد منه في كثير من الأحيان خصوصا في حالة الصين الشعبية وحتي في حالة روسيا أقول هي كلمة حق يراد منها باطل.. المراد هو إضعاف المنافس، بالنسبة للعالم الثالث أو الدول النامية الديمقراطية يبشرون بها «كشربة» سحرية لجميع الأمراض وتقدم هذه الأوهام عادة من محترفين ومدمنين «للتوك شو»، ما أكثر جرائم الأمن القومي، وجرائم الاقتصاد وجرائم السياسة التي ترتكب باسمك أيتها الديمقراطية. حمداً لله انتهت انتخابات مجلس الشعب والنتيجة فوز كاسح للحزب الوطني الذي أنا لست عضواً فيه لن أكون صادقاً إذا ادعيت أنني لست سعيداً بهذا الانتصار للحزب ولكن لأسباب أخري ليست هي أسباب الفرحة لأغلب الآخرين، أنا سعيد لأنه الآن لم يعد هناك أي عذر للتخلف في سياسة التعليم المدرسي والمستوي غير المناسب لمصر للتعليم العالي وورقة التوت في البحث العلمي. أكرر أنه لم يعد هناك أي عذر وأرجو أن يتوقع من «مصر الغد» عدم التهاون من الآن في أي كبيرة أو صغيرة فيما يخص العلم والتعليم. لم يتبق سوي خطوة أخيرة وهي أن يتولي السلطة العليا مرة أخري الرجل الذي تثق فيه الغالبية العظمي للمصريين لكي يبدأ بجدية الطريق إلي مصر الغد، أي مصر العلم. طريق مصر الغد لا يبدأ من المهاترات السياسية في الفضائيات الخاصة وما يتسرب منها حتي للقنوات الوطنية عن طريق «المتنقلون». لقد أعاد بوتين محطات التليفزيون الروسية إلي الرقابة الصارمة للدولة، كذلك نجح حزب الاتحاد الروسي الذي ينتمي بوتين إليه في أن يكون أقوي حزب في روسيا والاعتقاد أنه سوف يكتسح الانتخابات القادمة عام 2012 . الدول المتقدمة مثل سويسرا لا تحتاج إلي قيادة قوية بل العكس هو الصحيح، الوضع مختلف عندما نتحدث عن دولة بغني وبحجم وبتعداد روسيا بالإضافة إلي التأخر الاجتماعي النسبي لروسيا، لهذه الأسباب كان بوتين محقاً في كل خطواته حتي في تصرفه الهمجي من وجهة نظري كمسلم عربي في محاربته لكل محاولات الاستقلال لأنها تهدد الكيان الروسي بأجمعه ولكنني متأكد أن روسيا سوف تعطي هذه الحركات مطالبها عندما يستقر الوضع في روسيا. إذا كان هذا هو وضع روسيا بالمقارنة بسويسرا فما بالك بوضع دول الشرق الأوسط، لقد انتهت الانتخابات وحفلات الكلام وحان وقت الجد والعمل. آخر الكلام: لا تعبأ بما يقوله الرجل.. أنظر ما هو فاعل.