بدأ رئيس مجلس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، أمس زيارة للعاصمة العمانية مسقط، لإجراء محادثات مع السلطان قابوس بن سعيد حول القضايا العربية الراهنة والعلاقات اللبنانية العمانية. في المقابل تابع الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاوراته الخاصة بتلمس الطرق الكفيلة لحل الأزمة، وعلي عكس ما أشيع في بعض الدوائر، فإن نتائج المشاورات التي يجريها لم تصل بعد إلي نتائج محددة، وهو ما عبر عنه الوزير بطرس حرب بالقول لا خطوة للأمام تتجاوز التمني أو الرغبة في انعقاد طاولة الحوار أو مجلس الوزراء . وتساءل الوزير إذا كان قد تغير موقف قوي 8 آذار الذي يفرض شروطا أولها البت بملف الشهود الزور؟، معربا عن أمله ألا يدخل لبنان في أزمة مفتوحة وطويلة. في موازاة ذلك، لفت نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقدار إلي أن قرار الاتهام الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية المختصة بالترخيص في اغتيال رفيق الحريري يعني الشك في فرد أو مجموعة، وهذا الشك قد يستمر 10 سنوات مشيرا في تصريحات له أمس الأول، إلي أن الوضع مقلق وأن لبنان ونتيجة تركيبته الداخلية لا يتحمل ساعة شك واحدة. وأوضح المقدار علي انتظار قرار المحكمة الدولية أنه لا يمكن لعاقل أن ينتظر الحريق الذي يعرف أنه سيأتي ولا يجهز نفسه بأوعية الماء لإطفاء هذا الحريق. كما أكدت أن سوريا هي الطرف الأول الذي يريد معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري، مشددًا في سياق آخر علي أن سوريا لن تعود عسكريًا إلي لبنان مهما بلغت التطورات، ولن تتدخل في لبنان لمصلحة أي طرف علي حساب آخر لتقديم تنازلات. واعتبر نائب وزير الخارجية السوري تشكيلة المحكمة الدولية وخاصة التعديلات التي أدخلتها خلال الأيام الماضية، تعطي الانطباع بأن عامل التسييس موجود فيها منذ إنشائها وحتي الآن. من جهتها، نقلت تقارير صحفية أمريكية قلق الولاياتالمتحدة وإسرائيل من عودة سوريا إلي تدخلها في لبنان وتزايد شحنات الأسلحة المتطورة التي ترسلها إلي حزب الله، مشيرا إلي أن ذلك دفع وزارة الدفاع الإسرائيلية إلي التفكير جديا في توجيه ضربة عسكرية إلي مخزن أسلحة سوري يزود حزب الله بالأسلحة.. في الأثناء، نقلت تقارير إعلامية عن مصادر سياسية لبنانية مطلقة قولها إن حزب الله شرع وبوتيرة سريعة في تسليم مجموعات سيئة خليفة له ولسوريا في أنحاء لبنان بهدف تصوير المعركة الداخلية وكأنها معركة سنية سنية وليست شيعية سنية . وقالت المصادر، رغم ذلك فإن حزب الله يتخذ الإجراءات والاستعدادات لنشر مقاتليه في المفاصل الرئيسية لبيروت، للسيطرة عليها وفرض الأمر الواقع قبل صدور القرار الظني للمحكمة الدولية وبعده. علي صعيد آخر، تقدم لبنان أمس الأول بشكوي إلي مجلس الأمن ضد إسرائيل، بسبب إقدامها علي زرع جهازي تنصت في الجنوب وتفجيرهما بعد كشفهما، وهو ما يشكل انتهاكا للسيادة اللبنانية والقانون الدولي.