يعتبر من الرموز الباقية للتسامح بين المسلمين والمسيحيين في الصعيد الذي يعاني من بؤر الفتنة الطائفية، إنه «سليمان صبحي» المرشح المسيحي علي مقعد «فلاحين» الوطني في المراغة بسوهاج، الذي يصف نفسه بأنه «مرشح المسلمين» الذي رفض أن يتقدم كفئات حتي لا يواجه الإخوان ويستغلونها في التوتر الطائفي. ما الأسباب التي جعلتك تخوض الانتخابات الحالية كمرشح للحزب الوطني علي مقعد العمال والفلاحين رغم أنك خضت انتخابات عام 2005 كمرشح مستقل علي مقعد الفئات ووصلت فيها لمرحلة الإعادة؟ - أولا القانون يعطيني الحق أن أخوض الانتخابات كمرشح فلاح لأني لدي حيازة زراعية.. ثانيًا الحزب في انتخابات الشوري الأخيرة دعاني للترشح علي مقعد العمال فغيرت صفتي ولكن في اللحظات الأخيرة للحزب لم يأت بي في انتخابات الشوري ومن هنا كانت الفكرة في خوض الانتخابات كعمال كما أن مقعد العمال تكون فرصة في الفوز أكبر، وهناك مرشح للإخوان علي مقعد الفئات الشيخ محمد عبدالرحمن وأردت أن تكون معركتي بعيدا حتي أبعد عن أي توتر طائفي وأعطي فرصة للناس تختار ولا أدخل أي عناصر سلبية في الانتخابات كما أن الصراع علي مقعد الفئات في المراغة فيه صعوبة ووضعني في مواقف صعبة مع عائلات كبيرة لا أريد أن أخسرها، وفي النهاية أنا عضو في مجلس الشعب سوف أخدم الناس سواء كفلاح أو فئات وكرسي الفلاحين لم يكن محل صراع كبير بين العائلات في المركز ولكن بعض الزملاء الآخرين تعاونوا مع الإخوان فنجحوا. ما سبب خسارتك في الانتخابات الماضية أمام مرشح الإخوان؟ وهل لديانتك سبب في ذلك؟ - الحقيقة ترشيح الحزب الحالي 2010 سبب ما حدث من تداعيات 2005، حيث كنت خارجًا حديثا من الشرطة وترشحت علي مقعد الفئات كمستقل وكان منافسي علي المقعد مرشح الحزب المحامي همام العادلي، عضو مجلس الشعب عن الدائرة وقتها، ومحمد أبوتيتا العضو الأسبق عن الدائرة ومرشح الإخوان الشيخ محمد عبدالرحمن وكنا أربعة مرشحين أقوياء جدا وقد وصلت للإعادة مع مرشح الإخوان وكنت حديث العهد بالترشيح وهذا معناه أن مرشح الحزب سقط ومرشح الغرب كما نسميه المهندس أبوتيتا أيضا سقط وأنا الذي حصدت أعلي الأصوات. وكوني مسيحيًا أحصد أعلي الأصوات وأمام الشيخ عبدالرحمن يعتبر إنجازًا بكل المقاييس ويدل علي أن الدائرة وجماهير الدائرة لا تقع تحت تأثير الشعارات الدينية رغم أننا شعب متدين ولكن الحب والألفة والود في مركز المراغة خصوصا يجعل لا وجود نهائيا لأي طائفية قد يثيرها البعض لأن ما حصلت عليه من أصوات في المرحلة الأولي من انتخابات 2005 والانتخابات التكميلية معظمها أصوات مسلمين. لماذا خسرت إذن في جولة الإعادة؟ - رغم أني انضممت للحزب الوطني وأصبحت مرشح الوطني فإن المرشحين المنافسين في المرحلة الأولي اعتبروا أني السبب في خسارتهم وإخراجهم من المنافسة فأرادوا الانتقام مني فدفعوا أنصارهم للتصويت ضدي وهم يملكون كتلاً تصويتية كبيرة علاوة علي أن مرشح العمال الحزبي تحالف بشكل غير علني مع مرشح الإخوان ليضمن النجاح، والمنافسين كانوا يعلموا أني سوف أقدم خدمات مما يعني وجود صعوبة في استعادة المقعد مني فلذلك فضلوا أن ينجح مرشح الإخوان لأنهم يعلمون أنه لن يقدم خدمات فذلك سوف يسهل لهم بعد ذلك خوض المنافسة ضده في الانتخابات التالية بما يعني أن سبب خسارتي كانت رد فعل سياسياً وليس بسبب قوة الإخوان، خاصة أني حصلت علي 16 ألف صوت مقابل 22 ألفًا لمرشح الإخوان وذلك يعني أني حصلت علي ما يقرب من 13 ألف صوت مسلم بما يعني أن أبناء المراغة لا يصوتون إطلاقا علي أساس طائفي وأنا أعتبر نفسي مرشح المسلمين في المراغة. وأنا كما يعلم الجميع لا أتأخر علي تقديم خدماتي لأبناء مسلمين ومسيحيين وأنا ملتزم وأكبر دليل علي ذلك أني أنشأت 84 محلاً علي نفقتي الخاصة بالمراغة لتشغيل الشباب وتوظيفهم وسلمتها للمحافظة لتسليمها للشباب ولم أطلب أن يتم تسليم أي منها لمسيحيين ولكن تركت المحافظة توزعها علي المستحقين. هل تري أن هناك تقسيمًا طائفيا في المراغة وتصويتًا يتم علي أساس الدين، خاصة في ظل ترشيح الإخوان لدورتين مرشحهم في مجلس الشعب؟ - ظاهرة الإخوان ليست موجودة في المراغة فليس لدينا رفاهية سياسية أو دينية لكي يصبح الناس منتظمين في جماعات دينية تمارس السياسة، فالجميع يبحث عن لقمة العيش وعن فرص العمل وعن حياة كريمة، رغم أن هذا لا يمنع أن هناك التزامًا دينيا لأننا بطبيعتنا شعب متدين وفي المراغة الناس تحكمها عادات وتقاليد الصعيد في إطار ديني ولدينا التزام ديني ولكن لا يوجد لدينا إخوان بشكل كبير في المراغة ونحن ليس لدينا رفاهية دينية أو سياسية وليس لدينا تقسيم طائفي في المراغة فكل المسلمين والمسيحيين يعيشون جنبا إلي جنب ولا توجد قري مغلقة علي المسلمين ولا قري مغلقة علي المسيحيين والقري متداخلة في المراغة وليس هناك أي تقسيم طائفي وأنا ضد استخدام الدين في السياسة. البعض يوجه لك اتهامات بأن سليمان غير متواجد في الدائرة ومتواجد معظم الوقت في القاهرة؟ - أولا أنا لم أكن عضو عن المركز حتي يتم محاسبتي عن غيابي عن المراغة وأنا متواجد بشكل دائم، فمنزلي في المراغة وأرضي في المراغة وهذا لا يمنع من تواجدي في القاهرة لأن لي أيضا أعمالاً بالقاهرة أباشرها كما أن عضو مجلس الشعب بطبيعة الحال يتواجد في القاهرة بحكم حضوره الجلسات في مجلس الشعب والحكمة بالخدمات فتواجدي بالقاهرة يساعدني في تقديم الخدمات لأهالي الدائرة. ما رأيك في المطالبة بالرقابة الدولية؟ - أرفض ذلك لأنه بمثابة اقتحام منزلي ولدينا رقابة داخلية كفيلة بالنزاهة ولا حق لأمريكا في التدخل في شئوننا.