دعا نتانياهو أعضاء الكنيست ونواب الوزراء من حزب الليكود إلي عقد اجتماع معه في مكتبه اليوم في مسعي لإقناع هؤلاء النواب بعدم معارضة المقترحات الأمريكية لتجميد الاستيطان مقابل رزمة من المساعدات السياسية والأمنية والعسكرية التي وعدت بها الإدارة الأمريكية الحالية. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي كراولي أمس الأول أن بلاده مستعدة لصياغة بعض التفاهمات التي تم التوصل إليها مع إسرائيل خطياً إذا ساعد ذلك في تجميد البناء في المستوطنات واستئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وأوضح أن الاتصالات الأمريكية الإسرائيلية حول هذا الموضوع لا تزال مستمرة. يأتي ذلك فيما تراجعت كثيراً فرص توصل إسرائيل والولاياتالمتحدة إلي اتفاق رسمي في شأن الصفقة الأمريكية لتجميد الاستيطان وذلك بعد أن تبين أن قائمة الحوافز التي أطلع نتنياهو وزراءه عليها الأحد الماضي تقلصت كثيراً خصوصاً بعد أن اتضح لإسرائيل أن الطائرات ال 20 المقاتلة من طراز «إف 35» التي يقول نتانياهو إن كلينتون وعدت بإمداد إسرائيل بها «بتكلفة 3 بلايين دولار»، لن تكون مجاناً كما فهم منها. كما أن الولاياتالمتحدة ترفض كذلك الالتزام خطياً بألا يشمل تجميد البناء مستوطنات القدس وتصر في المقابل علي أن تكون قضية ترسيم الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المسألة الأولي التي يتم بحثها مع استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وهو ما يرفضه نتانياهو حتي الآن. ومن جانبها أكدت مصادر أمريكية موثوقة أن الإدارة الأمريكية تصر علي أن أي اتفاق يتم التوصل إليه مع إسرائيل حول التجميد المؤقت للاستيطان يجب أن ينص علي أن يشمل القدس أيضاً. وأوضح مسئول أمريكي في تصريحات صحفية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد التزم للرئيس الفلسطيني محمود عباس في رسالة شفوية نقلت إليه بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتوقع من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يقوض «الثقة» بما في ذلك القدسالشرقية وأنها سترد «بخطوات أو أعمال أو تعديلات في السياسة علي أي أعمال استفزازية مادامت المفاوضات جارية». كدت الإدارة الأمريكية أن الأعمال التي من شأنها أن تقوض الثقة علي نحو خطير بأنها تشمل الإعلان عن مشاريع بناء مساكن أو أعمال هدم أو إجلاء سكان من القدسالشرقية. في غضون ذلك أعلنت لجنة التخطيط اللوائية في القدسالمحتلة ولجنة التخطيط المحلية في بلدية الاحتلال عن إرجاء بحث مشاريع لبناء 1300 وحدة استيطانية جديدة في القدسالمحتلة. وذكر موقع صحيفة «هارتس» الإلكتروني أمس الأول أن من المرجح أن يكون سبب الإرجاء صدور تعليمات من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بإرجاء البحث خشية اندلاع أزمة جديدة مع الولاياتالمتحدة. في المقابل رفضت السلطة الفلسطينية أمس الأول الربط بين تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومنح الولاياتالمتحدة إسرائيل إجراءات دعم أمنية وسياسية. وميدانياً شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء أول من أمس سلسلة غارات علي أهداف في قطاع غزة مخلفة ستة جرحي بين الفلسطينيين، وذلك بعد إطلاق صواريخ وقذائف هاون علي جنوب إسرائيل من القطاع. وطلب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من مندوب إسرائيل لدي الأممالمتحدة «ميرون رؤوفين» تقديم شكوي إلي الأمين العام لهذه المنظمة ورئيس مجلس الأمن الدولي علي إطلاق القذائف الصاروخية التي احتوت علي مادة الفسفور من قطاع غزة علي الأراضي الإسرائيلية الجمعة. كما حكمت محكمة إسرائيلية علي أمين سر المجلس التشريعي محمود الرمحي من مدينة البيرة وسط الضفة الغربيةالمحتلة بالسجن لمدة ستة شهور إداري.