بمجرد الإعلان عن طبع كتاب «مجلة إبداع»، المخصص لنشر مختارات شعراء قصيدة النثر، وتكليف الشاعر البهاء حسين بجمع هذه المختارات، بدأت المشاكل تثار حول الأمر، ففي الوقت الذي لوحت فيه الشاعرة إيمان مرسال برفع قضية بسبب اختيار قصائد لها ضمن المختارات دون إعلامها، فإن عددا آخر من الشعراء أخذوا يعبرون عن غضبهم لتهميش هذه المختارات لشعرهم. الشاعر محمد آدم قال في لهجة غضب واضحة: «هذه طبيعة الثقافة المصرية، والأمر لا يخلو من دلالة فهو يجنح إلي استبعاد أهم شعراء قصيدة النثر من المشهد، واستبدالهم بشعراء أقل قيمة. وتابع آدم: يبدو الأمر وكأنه جرثومة لعينة في الثقافة المصرية التي تستبعد الأكثر أهمية لصالح الأقل أهمية، والموضوع لا يعنيني فقد طبعت أعمالي الكاملة في بيروت وأعيد نشرها هذا العام في دمشق، وصدر مؤخرا عني كتاب في دمشق ضمن سلسلة أعلام الشعر المعاصر وضع اسمي فيه بجوار أدونيس وسعدي يوسف ومحمود درويش، في حين لم يلتفت إلي حجازي، وكأن العين العربية الراصدة، هي القادرة علي أن تعرف من هم المبدعون الحقيقيون. وقال الشاعر صبحي موسي: «لا يشرفني علي الإطلاق أن أنشر كلمة واحدة في أي مطبوعة يترأسها أحمد عبد المعطي حجازي، فقد عرضت علي منذ فترة الشاعرة سهير المصادفة الكتابة بشكل دوري في مجلة «إبداع» عن سلسلة الجوائز، بالاتفاق مع الشاعر حسن طلب، ولكني رفضت . ونوافذ النشر واسعة ونستطيع أن ننشر ما نريد بعيدا عن مملكة حجازي، وإذا كان حجازي بيده أن يمنح، فبيدنا أن نرفض، ونحن يمكننا العيش بدونه ولن تجعلنا مجلته ولا لجانه شعراء». وأضاف موسي: فيما يتعلق بالمختارات فهي مجرد سبوبة. فقد كلفوا واحدا من أبناء التيار المحسوبين عليه، ولا نعرف مسوغاتهم لاختيار البهاء كي يقوم بعمل المختارات، وها هو يتذرع بضيق المساحة ليضطر إلي استبعاد أناس أخذ منهم قصائدهم بالفعل. وقد اعتذر كل من الشاعرين فتحي عبد الله وعزمي عبد الوهاب عن الحديث، بينما علق الشاعر البهاء حسين قائلا: »إن الاختيارات خضعت لمسائل فنية بحتة، فقد كان أمامنا ثلاثة خيارات: الأول اختيار النصوص عملا بمنطق المجايلة واعتبارات السن، والثاني الاختيار عن طريق عمل توازن بين الذكوري والأنثوي، والثالث الاختيار وفق منطق القيمة الجمالية، واخترت العمل بالخيار الثالث، ولهذا اعتمدت علي اختيار القصائد العالية القيمة والفنية، حتي ولو كان أصحابها ينشرون لأول مرة، ثم أنني لا أقدم أنطولوجيا وأقوم بعمل مسحي شامل يضم كل الأجيال التي كتبت قصيدة النثر، وإنما اخترت نماذج تجعل قصيدة النثر مقروءة ومطلوبة، كما أن مساحة الكتاب لا تتجاوز 110 صفحات من القطع الطويل، وبالتالي لن تكفي لنشر نص لكل واحد من شعراء قصيدة النثر، فضلا عن أنني أرسلت في طلب قصائد من بعض الشعراء ولم يرسلوا لي بقصائدهم مثل الشاعر فتحي عبد الله وغيره.