أكدت المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، أن «العنف لن يردعها من إنجاز مهمتها»، وذلك بعد الاعتداء الذي تعرض له أمس الأول فريق من محققيها خلال قيامه بمهمة في عيادة نسائية في الضاحية الجنوبية لبيروت. واعتبرت المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقرًا لها الاعتداء الذي وقع في بيروت ضد موظفين تابعين لها محاولة مدانة لإعاقة العدالة». من جانبه، حذر النائب اللبناني أنطوان زهرا، عضو كتلة القوات اللبنانية من تداعيات ما أقدم عليه أتباع حزب الله من الاعتداء علي محققي المحكمة. وشدد زهرا، في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» عبر الهاتف من بيروت، أن «تصرفات حزب الله تجاه المحكمة سيؤدي إلي وقف عملها، ويحول دون الوصول للعدالة ومعرفة الفاعل». ورفض النائب اللبناني ما حدث لفريق التحقيق، مطالبًا الدولة اللبنانية بحماية عمل المحكمة متهمًا حزب الله بالتحول من قوة مقاومة إلي قوة تمارس القهر في وجه اللبنانيين العزل. إلي ذلك، اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري الاعتداء علي المحققين، رسالة واضحة من حزب الله إلي المحكمة الدولية، مؤكدًا أن «ما من شيء سيوقف مسار المحكمة أو يؤثر فيها». من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه حيال الإمكانات العسكرية «الكبيرة» التي يستفيد منها حزب الله في لبنان، معتبرا أن الحزب الشيعي يجب أن يقبل بنزع أسلحته. وأعلن الأمين العام في تقرير «ان الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية تواصل العمل للأسف في البلد وهي خارجة عن سيطرة الحكومة». وأضاف «لم يتم انجاز أي تقدم ملموس فيما يتعلق بحل ونزع أسلحة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، لافتًا إلي أن حزب الله يحتفظ بامكانات عسكرية كبيرة مستقلة عن تلك التي تتمتع بها القوات المسلحة اللبنانية حتي انها تتجاوزها».