أصدر خمس روايات، وحصل علي عدة جوائز، كانت آخرها جائزة "صالون إحسان عبد القدوس" عن روايته "خيال ساخن"، إنه الجيولوجي محمد العشري الذي كانت روايته محور الندوة التي دارت في نادي القصة، وأدارها الدكتور شريف الجيار، وتحدث فيها كل من الدكتور سامي سليمان والدكتورة عبير سلامة. أشار الناقد سامي سليمان إلي أن قراءتنا لرواية "خيال ساخن" تجعلنا أمام عالمين مختلفين، عالم واقعي وعالم آخر متخيل، يحمل قدرا كبيرا من الحرية، يتقابل العالمان أحيانا، وأحيانا يتباعدان أو يغلب أحدهما علي الآخر، رغم أن العالم المتخيل يحتل مساحة كبري من النص، كما اهتمت بنية الرواية بفكرة صناعة الأسطورة أو المعتقد، انطلاقا من حرية الخيال، وتجليات جو الحلم ومرونة الحركة وإيحاء تشكيل الأسطورة، فسيطرت علي الرواية أجواء المفاجأة والتقلب من حال إلي حال والظهور المفاجئ للشخصيات. قال الدكتور شريف الجيار: شخصيات الرواية بين المتغير والثابت القديم والجديد، الأب والابن، مما جعل كلا من القارئ والنقاد يهتمان بالبحث عن الرؤيتين، الرواية فيها ما يعرف بالسرد الإطاري، بدأت بضمير الأنا، وأخذنا حتي نهاية الرواية، ثم اعتمد علي المغايرة، وانتقل من السرد الذاتي وإشراك أصوات أخري في الرواية في طريق الحكي، اعتمد علي القفزات في الحورات الداخلية والتأملات الوصفية في وصف أدب الرحلة، وقف بزمنية الحدث زمن هذه الرواية، زمن متوسط الإيقاع. وأشاد الجيار بفكرة استلهام التراث والنصوص القرآنية، خاصة أنه لم يأت بالنصوص مباشرة، بل أتي بها ضمنيا في سرد الحدث التاريخي، وهذا نوع من أنواع المناوشة السردية، فالرواية خليط ما بين الخيال والفانتازيا، يحمل تأمل في واقعية الأحداث، وهي تعبر الواقعية الفنية. أما الدكتورة عبير سلامة فتحدثت عن الرواية قائلة: تابعت روايات العشري من بدايته وحتي هذا العمل، ويمكن تتبع هذه الرواية نقديا من خلال ثلاثة أنظمة، نظام اللغة نطام السرد ونظام المخيلة، نطلق عليها الرواية الرومانسية بما فيها من أحداث واقعية، وما جعل الرواية تختلف عن غيرها من الروايات الرومانسية، أنها ليست محددة المعالم والتشكيل، وليست محدودة الخيال. وأضافت: آخر صفحة في الرواية تفسر كل أبواب الرواية وهي (الأمل، والهيام، والنافذة، والعناق) هذه العناوين إشارات لمضمون الرواية، فمحمد العشري في هذه الرواية نضج أدبيا عن باقي رواياته، لغته رشيقة واضحة قوية، ذات ذوق شعري حتي حين يحكي وقائع التاريخ، قسم الرواية إلي أربعة فصول سرديا، الفصل مقسم إلي فقرات تتسم بإيقاع سريع علي الرغم من الوقفات الزمنية والوصفية.