حسب المنشور في صفحة "مذيعون ومذيعات" ب«روزاليوسف» أمس، قرر الدكتور حسن راتب رئيس مجلس إدارة قناة المحور، إطلاق فضائية جديدة تحمل اسم "المحور2" مطلع يناير المقبل.. وحسب الخبر المنشور أيضا ستكتفي المحطة الجديدة بإعادة تقديم برامج المحطة الأولي باستثناء برنامج واحد جديد. وأزعم أنني أقرأ أخبارًا عن هذه المحطة منذ سنوات، وعقدت من أجلها اجتماعات، ووضعت تصورات، واختيرت برامج، وغيره من الإجراءات التي تحتاجها أي قناة فضائية للظهور، لكن المحور الثانية لم تظهر للوجود، وأشك أن الموعد المقترح في يناير المقبل سيكون أكيدا. وأعتقد أن الدكتور حسن راتب حين فكر في إطلاق محطة جديدة، لم يكلف أحدا بإجراء دراسة جدوي حول القناة المفترضة، وإنما كان الباعث إلي خروجها هو "البرستيج"، والمنافسة التقليدية بين رجال الأعمال أصحاب الفضائيات في مصر، فبعد محطتين لدريم، أطلقت الحياة عدة قنوات، وأخرجت أو تي في توءمتها أون تي في. وبشكل عام تعاني الفضائيات المصرية الخاصة المملوكة لرجال الأعمال في مصر من مرض مزمن اسمه تحكم رجال الأعمال في المحطة، ورغم أن معظم من يمتلكون فضائيات مصرية لا يتحلون بخبرة إعلامية، لا سابقة ولا لاحقة، فإنهم يصرون علي التدخل في كل التفاصيل الدقيقة للعملية التليفزيونية، وبالتالي تصبح فضائياتنا الخاصة بدون شخصية، أو توجه عام باستثناءات قليلة، منها قنوات الحياة وأون تي في الإخبارية. علي سبيل المثال لا أجد عضوا منتدبا لأي فضائية في العالم، يجري مداخلات هاتفية شبه يومية مع برامج علي شاشات قنوات تابعة له كما يفعل الدكتور وليد دعبس في قنوات مودرن، وبالطبع فإن مقدم البرنامج الذي يتقاضي راتبه من عائلة دعبس لا يمكنه إجراء مناقشة موضوعية محايدة مع الدكتور وليد! وأعرف رئيس فضائية خاصة، وهو رجل أعمال يلعب في مليارات، يحضر جميع اجتماعات قناته، وليس لديه مشكلة في إضافة برامج جديدة لمحطته في أي وقت لأن فلانا أو علانا أوصاه علي شخص ما ففتح له أبواب شاشته دون أن يمتلك أي خبرة تسمح له بالظهور علي الشاشة ومخاطبة الناس. وفي تصوري أن مشكلة المحور الأساسية هي عدم وجود إدارة متفرغة لها حق اتخاذ القرارات، دون تدخل او حساب بالقطعة، لذلك لم تسجل المحور أي ظهور أو علامة في عالم الفضائيات الخاصة، حتي ظهر برنامج 90 دقيقة فتحولت إلي قناة لا يشاهد فيها الناس سوي برنامج واحد.. وجاء بعده 48 ساعة لتمتلك المحطة برنامجين فقط. وحسب ما أعلم فإن المحور من الفضائيات الخاسرة حتي الآن، ولم تفلح كل محاولات تطويرها حتي تتجنب الخسائر، وتحقق أرباحا، لذلك أتصور ان مشروع المحور2، سيضيف المزيد من الفشل إلي المحور، لأن الهدف من إطلاقها ليس أكثر من وجاهة اجتماعية ومنافسة بين رجال أعمال اصحاب فضائيات.