في مثل هذا اليوم السابع من أكتوبر 1973 كان المصريون مسلمون ومسيحيون يقدمون أرواحهم ودماءهم فداء لهذا الوطن الغالي مصر علي جبهة الشرف والكرامة في معركة تحرير سيناء وعلي الجبهة الشعبية كان المصريون مسلمون ومسيحيون يتقاسمون لقمة العيش والدعاء لأبنائهم أبناء مصر علي الجبة ولذلك كان النصر، الجميع ضحي بالغالي والنفيس من أجل هدف وطني والجميع تذوق حلاوة النصر بعد أن بانت ملامحه في أقل من يوم من القتال فالوطن واحد والمصير واحد. واليوم بعد مرور هذه السنوات قدر لمصر أن تخوض معركة جديدة ضد العدو، قلة من أبناء الوطن متطرفون فكريا دعاة التفرقة لا يجيدون عرض مشكلاتهم بل إشعال الفتن، في 73 كان الأجداد والآباء والإخوة يضحون بحياتهم من اجل الوطن واليوم هناك من يشعلون الفتنة من أجل ذواتهم، عن قصد أو دون قصد سؤال دار بخلدي وأنا أشارك بندوة نظمها صالون المواطنة بنقابة الصحفيين مساء الاثنين الماضي، ماذا بعد؟ هذا السؤال حركه بداخلي حجم التطرف الفكري الممثل في رفض الآخر والتعصب في النقاش، الذي خرج بالندوة عن موضوعها «دور الإعلام في التصدي للفتنة الطائفية» الندوة تحولت إلي صراع طائفي وصدام كاد أن يصل إلي تشابك بالأيدي في قلعة الفكر وحرية الرأي والتعبير دون أن تحقق هدفها، عكست التعصب والاحتقان. لكن السؤال هل هي تعكس الواقع أم أن المتعصبين تم استدعاؤهم لتسخين الأجواء وخلق جبهة للدفاع ضد الآخر، أم أن الباحثين عن الصدام سعوا لها، ففشل عقلاء الندوة في إدارتها فعلي صوت الفتنة علي صوت العقل. المؤكد أن ما حدث نموذج لما يحدث في برامج الفضائيات فلا حضور الندوة هم حماة الإسلام والمسيحية ولا هم انعكاس للشعب المصري هم نموذج لقطاع، كبر حجمه أو قل لكن صوته الأعلي في زمن خفوت صوت العقل. هناك مشكلات نعم، مطلوب معالجتها والحوار بشأنها، لكنها وللأسف حولها المتطرفون إلي سلعة يتاجرون بها لادعاء البطولة في نفس المكان نقابة الصحفيين دعا الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين رؤساء تحرير الصحف المصرية ونخبة من المفكرين لحوار الأحد المقبل عن ذات القضية، لكنه حتما سيكون انتصارًا لصوت العقل وهذا مثال علي ما ينبغي أن يكون في الفضائيات والندوات، ضيوف عقلاء، لكن هل سيخرج الاجتماع بمجرد بيان يطالب بتفعيل ميثاق الشرف الصحفي كما اعتدنا لنعاود الاجتماع في الأزمة القادمة تاركين الساحة للمتعصبين؟ أم أن هناك آليات سينتهي إليها كفيلة بدرء الفتنة، ذلك ما أتمناه.