قال لنا الأقدمون إن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وتعد هذه المقولة من أفضل ما تركه لنا السلف وكثيرا ما نحتاج إلي الرجوع إليها برهانا علي أن ما يطرأ من خلافات في الآراء والرؤي لا يجب أن يفسد جو الاحترام الذي يجب أن يكون راسخا بين الجميع أيا كانت طبيعة وجوهر هذا الخلاف، في مقال سابق وعلي صفحات العزيزة (روزاليوسف) تناولت فيه بعض ما طرأ علي الإعلام المصري من تغيرات وضربت مثالا علي ذلك ببرنامج (مانشيت) الذي يقدمه الاستاذ جابر القرموطي وعلي ما يبدو فإن المقال السابق ذكره قد ساء الأستاذ جابر القرموطي وظن فيه ما يعتقد أنه تجاوز في حقة وللأمانة مع القارئ الكريم وأيضا مع جريدة روزاليوسف وأسرة تحريرها فإنني أقر أني لا أعرف الأستاذ جابر القرموطي معرفة شخصية ولم ألتق به في حياتي ولكن الأمر وما فيه أنني أختلف معه في طريقة تقديمه للبرنامج المذكور وأري أنه يجب أن يكون أكثر مراعاة لمقتضيات الظهور علي الشاشة الصغيرة وبخاصة أننا جميعا نعلم أن ما يبث علي الفضائيات يشاهد في كل أنحاء البسيطة أي أنني لم أقصد علي الإطلاق أي إساءة للأستاذ جابر القرموطي ولبرنامجه بل علي العكس إنني حريص علي متابعة هذا البرنامج ولولا متابعتي إياه لما التفت لملاحظاتي عليه ولما تكبدت عناء الكتابة عنه. وأنني أنتهز هذه الفرصة كي أقول أن الصحف علي كثرتها والبرامج علي تنوعها قد أصبحت بالفعل مجالا للاستسهال وأظن أن الكثيرين يتفقون معي في أن اللغة أصبحت الصحف تدبج بها لغة لا ترقي لمستوي مهنة الصحافة التي نعتز جميعا بها وصارت هناك مقالات كاملة ومانشيتات رئيسية تكتب باللغة العامية ناهيكم عن لكنة الصراخ والعناوين المضللة للقارئ. ويبدو أنني علي موعد آخر مع الأستاذ جابر القرموطي ولكن هذه المرة أقف موقف المدافع عنه ضد إساءة حقيقية في حقة في قبل شخص لم يعرف عنه إلا كل كراهية وازدراء لمصر وللإسلام وأعني ذلك المدعو موريس صادق. ولمن لا يعلم فإن موريس صادق هذا هو أحد من يسمون أنفسهم بأقباط المهجر وكان له موقف مؤيد من حرق القرآن الكريم وليس هذا فحسب بل إنه يعتبر إسرائيل الدولة القدوة في المنطقة وهو يؤيدها علانية وبكل فخر وهذا ليس ادعاءً عليه بل هو ثابت عليه وموثق ولنأت إلي ما تقول به موريس صادق في حق الأستاذ جابر القرموطي (خصمي بالأمس القريب) اتهم موريس صادق جابر القرموطي بأنه يشعل نار الفتنة الطائفية في مصر وقال (العار العار يا جابر القرموطي أعلن أن إسرائيل عدوة لكل المصريين مرتكبا بذلك جناية الإضرار بالمصالح العليا للبلاد داعيا ليبرمان إلي ضرب السد العالي وعلي النائب العام إصدار أوامره بالقبض علي جابر القرموطي وإحالته للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة العليا). ويستمر موريس صادق في التطاول علي جابر القرموطي بألفاظ نعف عن ذكرها ويهاجمه بشدة ويهاجم أيضا وزارة الداخلية في مصر لأنها علي حد زعمه قامت بسحب السلاح من الأقباط وتركت الأسلحة للمسلمين كي يقتلوا بها المسيحيين في مصر وكمثال حي علي ما قاله موريس صادق فقد قال: أعرف يا.. أنت ومن علي شاكلتك أنكم إذا دفعتم بالغوغاء ضد الأقباط فستكون هذه نهايتكم ونهاية الاستعمار الإسلامي في مصر. وكما حررت إسبانيا شعبها من الاستعمار الإسلامي وكذلك إسرائيل فإن الأقباط سيحررون مصر بلدهم وليس بالكثرة والأغلبية السكانية تنتصر الشعوب خذوا مثلا من 5 ملايين إسرائيلي انتصروا علي مليار مسلم وقد أعذر من أنذر). الحمد لله أن الله قد حبا مصر بكثير من العقلاء الذين يتصدون لمشهد الفتنة الحقيقية ولدعاتها بأشد ما يكون التصدي وأن الكثير ممن أعطاهم الله نعمة النضج كثيرًا ما يقفون في مواجهة هؤلاء الذين لا يريدون لهذا البلد إلا الخراب وأخص بالذكر هنا أستاذي سليمان شفيق والأستاذ كمال زاخر والقس إكرام لمعي هؤلاء المخصلين الشرفاء الذين لولا وجود فكرهم ومقاومتهم لابتلعتنا جميعا والتهمتنا نيران الفتنة التي يؤجج سعيرها من هم علي شاكلة موريس صادق ومجدي خليل ولقد أحسن الأستاذ جابر القرموطي مؤخرا بحديثه مع قداسة البابا شنودة كي يضع بعضا من النقاط التائهه علي كثير من الحروف الضائعة والحمد لله أن مويس صادق لم يتهم جابر القرموطي بإجراء الحديث مع شبيه للبابا شنودة فمثل هذا الاتهام ليس مستبعدًا عن موريس صادق وأمثاله علي الإطلاق، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: متي نستفيق جميعا وننتبه إلي أننا جميعا في غني عن الاقتتال الداخلي خاصة فيما يخص العلاقة بين الأقباط والمسلمين في مصر وأننا يجب أن نقف في مواجهة عدو واحد نعرفه جميعا يستغل ويستبيح كل شيء كي يتسيد علي شعوب الأرض أيا كان الثمن؟