في إطار السعي لإنقاذ مفاوضات السلام من تداعيات استئناف محتمل للبناء الاستيطاني من جانب إسرائيل بالضفة الغربية خلال الأيام القليلة المقبلة مع انتهاء فترة تجميد بناء المستوطنات التي حدد بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ذكرت مصادر أمريكية أن المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل يعمل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي علي صيغة بشأن المستوطنات. وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة أن الأيام العشرة المقبلة ستكون حاسمة لمصير المفاوضات مع إسرائيل مضيفا إن جهودا كبيرة دولية وإقليمية تبذل للوصول إلي حل لمشكلة الاستيطان لكن لم يتحقق اختراق بشأن هذا الموضوع حتي الآن ويرفض نتانياهو تجميدًا تامًا للاستيطان في الوقت الذي يهدد فيه الفلسطينيون بالانسحاب من المفاوضات إذا لم تمدد إسرائيل تجميد البناء الاستيطاني. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول أن العالم «متفهم لموقفنا بضرورة وقف الاستيطان» الإسرائيلي الذي يشكل العقبة الأساسية أمام نجاح المفاوضات المباشرة. وأضاف الرئيس الفلسطيني علي هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة «إن اهتمامنا مركز خلال لقائنا زعماء العالم في نيويورك علي إيضاح موقفنا من عملية السلام واستمرار المفاوضات وفق وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية». وانتهت جلسة الدول المانحة للسلطة الفلسطينية التي انعقدت في نيويورك أمس فجأة بسبب عدم الاتفاق بين رئيس الوزراء سلام فياض وداني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي بعدما طلب من فياض التوقيع علي ورقة دولتين لشعبين. في الوقت نفسه أكد قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال جابي اشكينازي أمس الأول أن الجيش علي استعداد لأي مواجهات مع الفلسطينيين إذا انتهت مفاوضات السلام الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالفشل. أشار اشكينازي إلي أنه لا يتوقع أعمال عنف بحجم الانتفاضة الثانية التي جاءت بعد فشل مفاوضات السلام في كامب ديفيد عام «2000» وقال في بيان للجيش «إن عملنا هو أن نكون علي استعداد لأي سيناريوهات محتملة». وأشار اشكينازي إلي وجود احتمال بوقوع أعمال عنف من قبل المستوطنين اليهود المتشددين مشيرًا إلي أنه «يوجد توتر بين السكان اليهود مع رغبتهم في إنهاء تجميد البناء في المستوطنات». كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن حكومته سترد بيد من حديد علي عمليات إطلاق صورايخ من غزة. وأضاف في تصريحات نقلتها الإذاعة العبرية «إنه من الأفضل لحركة حماس والجهاد الإسلامي عدم اختبار عزم حكومته علي الرد علي إطلاق الصواريخ». وفي هذه الأثناء جرت مواجهات عنيفة بين أبناء بلدة سلوان الواقعة إلي الجهة الجنوبية من المسجد الأقصي وبين جنود الاحتلال الإسرائيلي أمس ونتج عنها استشهاد شاب مقدسي وأصيب آخرون. وأكد شهود عيان أن فرقة من وحدة المستعربين التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي نصبت كمينا فجر أمس في بلدة سلوان لثلاثة شبان مقدسيين من سكان البلدة وشرعت علي الفور في إطلاق الرصاص عليهم فأصابتهم بإصابات مباشرة وسقط أحدهم قتيلاً متأثرا بإصابات بالغة. وواصلت الجماعات اليهودية المتطرفة تحرشاتها بالمواطنين في بلدة سلوان وتنتظر الآن قوة كبيرة من شرطة وجنود الاحتلال في البلدة وأحيائها المختلفة وتقيم المتاريس والحواجز العسكرية وتغلق بعض الشوارع لمواجهة غضبة المواطنين الذين خرجوا إلي الشوارع للتعبير عن سخطهم من اعتداءات المستوطنين المتطرفين ووقوف قوات الاحتلال إلي جانبهم في أعمال التنكيل والاعتداء علي سكان البلدة المقدسية التي تعتبر خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصي المبارك. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأول إغلاقا محكماً للضفة الغربية حتي نهاية الشهر بمناسبة عيد المظلة اليهودي. وفي إطار المحاولات الإسرائيلية لفرض الأمر الواقع واستباق ما ستؤدي إليه عملية السلام أكد مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدسالمحتلة خليل التفكجي أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ حاليا مشاريع بقيمة تزيد علي مليار دولار في القدسالمحتلة بقصد «تهويدها ومنع تقسيمها مجددا. وفي غضون ذلك كشف مصدر مطلع بالجامعة العربية ان عدد الدول العربية التي سددت التزاماتها بشأن دعم السلطة الفلسطينية بلغ 4 دول هي مصر والامارات والسعودية وقطر والاردن واوضح المصدر ان اجمالي الدعم الذي قدم حتي الآن بلغ 76 مليون دولار من ضمنها مستحقات متأخرة علي تلك الدول، كما اوضح المصدر أن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسي طلب من بقية الدول التزامها بمقررات قمة سرت بشأن دعم السلطة.
