تواصل نزيف الدماء في بغداد أمس باصابة ما لا يقل عن 13 شخصا في حصيلة أولية مرشحة للزيادة، بينهم سبعة جنود عراقيين في سلسلة هجمات مزدوجة استهدفت دوريات للجيش العراقي وأخري لنظيره الامريكي. وذكر مصدر بوزارة الداخلية العراقية أن انفجار بسيارة مفخخة استهدف دورية للجيش علي الطريق الرئيسي بمنطقة السيدية ما أدي لاصابة سبعة جنود بينما أسفر انفجار عبوتين ناسفتين في الطريق ذاته عن اصابة أربعة أشخاص أخرين. وفي إجراء احترازي أغلقت القوات العراقية والامريكية جميع بوابات المنطقة الخضراء بآليات مدرعة خشية اقتحامها، وبرر ناطق حكومي هذا الاجراء بورود معلومات استخباراتية دقيقة تفيد باستهداف المنطقة الخضراء بسيارات مفخخة وإرهابيين انتحاريين. ورغم ذلك سقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة دون معرفة حجم الخسائر البشرية والمادية. في غضون ذلك أفادت مصادر عراقية بأن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس بين قوة من الجيش العراقي ومسلحين مجهولين وسط مدينة الفالوجة 60كم شمال غرب بغداد. وقالت المصادر إن القوات الامنية فرضت حظرا للتجوال في المدينة علي خلفية الحادث، مشيرة إلي أنه أول حادث من نوعه منذ ثلاث سنوات، وكان العراق قد شن أمس الاول موجة تفجيرات أسفرت عن مقتل واصابة العشرات. وربط سياسيون عراقيون بين تصاعد وتيرة العنف في البلاد في الآونة الاخيرة واستمرار أزمة تشكيل الحكومة العراقية، أعرب عدنان الشحماني عضو ائتلاف دولة القانون عن اعتقاده أن استمرار التفجيرات مردة إلي تأخر تشكيل الحكومة والتدخل الخارجي في الشأن العراقي. فيما أشار زياد طارق عضو كتلة العراقية إلي أن غياب المصالحة الحقيقية لعب دورا في تصاعد أعمال العنف. وفي مسعي لحل الأزمة الحكومية اقترح النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الشلاه اسناد الملف الاقتصادي لعادل عبدالمهدي عضو الائتلاف الوطني في حكومة يرأسها نوري المالكي. فيما شدد عضو الائتلاف الوطني إبراهيم بحر العلوم علي أن مسألة تقاسم السلطة بين مكوني التحالف الوطني غير واردة في سياقات العمل لاختيار مرشح لمنصب رئيس الوزراء. من جانبه قال القيادي البارز في القائمة العراقية صالح المطلك إن أي طرف يقف بوجه «التغيير» الذي جاءت به نتائج الانتخابات عليه أن يتحمل «تداعيات الاحباط الشعبي» مبينا أن الخطوة المتبقية في اطار تشكيل الحكومة أن تقف القائمة العراقية مع الائتلاف الوطني ضد رغبة واشنطن وطهران لاثبات وجود إرادة عراقية مستقلة، وابرام صفقة الحكومة المقبلة. وقال المطلك إن واشنطن مستمرة في الضغط علي القائمة العراقية لتجديد ولاية المالكي وذكر أن كتلته تقول للأمريكان: إن المالكي لم يعد مقبولا من الشعب فكيف نأتي برئيس وزراء يرفضه اتجاه شعبي واسع، مهما قدمتم من مغريات وضمانات. وأوضح المطلك الذي يمتلك حزبه نحو 20 مقعدا في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الحكومة الاسبق اياد علاوي أن اصرار المالكي علي البقاء في السلطة لن يتيح له أي فرصة لولاية جديدة. وأعرب عن اعتقاده أن فرصة المالكي في نهاية المطاف ستضيق يوما بعد يوم لأن هناك كتلتين كبيرتين تعارضان بقاءه مضيفا إنه لا يتخيل أن تتشكل حكومة دون القائمة العراقية لاسيما أنها تعتبر خيار الشعب. وحول الضغوط الخارجية التي تمارس علي القوي السياسية قال المطلك، لولا الضغوط الايرانية لتشكلت الحكومة منذ فترة ولكنها مصرة علي أن يكون هناك تحالف مبني علي أساس طائفي، يراد منه أن تأتي حكومة تقسم البلد والسلطة علي أساس طائفي، الأمر الذي ترفض العراقية أن تشارك فيه.