عندما سئل عن سبب عدم زواجه قال: "عملي في الليل، والزواج لا يتفقان، ويجب أن يكرس الزوج أكبر وقت ممكن لزوجته وحياته الأسرية، ونحن معشر الصحفيين لا نصلح للزواج". (محمود أبو الفتح .. الصحافة والوطن) هو عنوان الكتاب الصادر حديثا عن وحدة التطوير المؤسسي بوزارة الاستثمار التي يشرف عليها الدكتور مصطفي بيومي والكتاب يرصد الحياة الكاتب للكاتب الصحفي محمود ابو الفتح (1893 - 1958)، صاحب جريدة المصري، وقد نشأ في بيئة محافظة بمدينة الزقازيق وتخرج في كلية دار العلوم وقد ارتبط بكل من الزعيم سعد زغلول ورائد الاقتصاد المصري الحديث طلعت حرب وسخر أبو الفتح كل امكاناته المهنية للدفاع عن القضية المصرية العادلة ومطالب الحركة الوطنية بقيادة سعد زغلول في المحافل الدولية واستعان بطلعت حرب في إنشاء جريدته اليومية المصرية الخالصة، ومن أبرز انفراداته الصحفية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ومتابعة تفاصيل المفاوضات المصرية الإنجليزية في أطوارها المختلفة، كما أنه الصحفي المصري الوحيد الذي استطاع ركوب المنطاد الألماني (زبلن) في رحلة تاريخية تابعها العالم شرقا وغربا ومن داخل المنطاد كان يوافي قراء جريدة الأهرام التي كان محررها الأول، وأبرز كتابها حتي منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين، ونذر أبو الفتح حياته للصحافة والعمل السياسي الوطني، ثم ازدحمت هذه الحياة بالأنشطة التجارية والاقتصادية وإدارة التوكيلات التي حصل عليها من كبريات الشركات العالمية، في مجالات لاعهد للمصريين بالتعامل معها مثل المشروبات الغازية والسيارات. وكان أبو الفتح صاحب أول فكرة لإنشاء نقابة للصحفيين عام 1941 واشترطت الحكومة للموافقة توفير مقر مناسب للنقابة فما كان منه إلا أن تبرع بشقة في عمارة الإيموبيليا ليجعل منها مقرا وأجمع الصحفيون علي انتخابه كأول نقيب للصحفيين في مصر. وقد أيد أبو الفتح ثورة يوليو بلا تحفظ، وكان صديقا لعبد الناصر، ولكن بدأت سياسة الضباط الأحرار تنحي إلي التسلط الديكتاتوري، وهو ما توالت تجلياته عبر عديد من المظاهر مثل الدعوة لتطهير الأحزاب لإلغاء التعددية الحزبية وتعطيل الدستور قبل التخلص منه، وتقييد حرية الصحافة وفرض الرقابة عليها فاختلف معها.