حرق نسخ من المصحف

لا دليل مؤكد عن تراجع القس جونز عن حرق نسخ من المصحف الشريف حتي كتابة هذه السطور قبل الموعد الذي حدده القس للقيام بعملية الحرق.. ولكن المؤكد ان مجرد التفكير والتخطيط لمثل هذا الإجراء المتطرف المشين لا يجب ان تتهاون إدارة الرئيس اوباما في مواجهتة مواجهة حاسمة.
وهي تدرك جيدا حجم الغضب العارم الذي سيجتاح المسلمين في العالم كله وفي الولايات المتحدة نفسها. وهو الغضب الذي سيتحول الي وقود موضوعي يشعل اعمال تطرف وارهاب وعنف يستند اليه تنظيم القاعدة وغيره من المنظمات الارهابية المتطرفة.
بشكل لن يطول الولايات المتحدة وحدها سواء داخل حدودها أو خارجها وإنما سيشعل عداءً بين المسلمين والمسيحيين في العالم كله سيصعب احتواؤه وربما يمتد لسنوات وسنوات.
الفارق كبير بين تخطيط لبناء مسجد في موقع قريب من برجي 11 سبتمبر سواء تمت أو لم تتم لن تثير مشاعر المسلمين في العالم.. فالمسلمون لن يزيدهم بناء مسجد جديد في امريكا أو غيرها ولن ينقص منهم عدم بناء المسجد.. وفي كل الأحوال هي مشكلة تتعلق بالمسلمين الأمريكيين و الجاليات المسلمة في هذا المكان.
وبين التخطيط لإحراق نسخ من القرآن الكريم .. الكتاب المقدس لدي المسلمين بشكل علني وفي الهواء الطلق حتي ولو كانت نسخة واحدة وبين عدد محدود من الاشخاص .. لتصبح مشكلة تخص كل المسلمين في شتي بقاع الأرض.. وفي هذه الحالة لا يمكن التنبؤ باشكال ردود الأفعال الغاضبة وأيضا في شتي أنحاء الأرض.
ومن ثم فإنه لا يمكن تصور أن تقف إدارة الرئيس الأمريكي عاجزة عن منع مثل هذه الخطط الشيطانية و اجهاضها بشكل حاسم.. تحت ذريعة ان الدستور الأمريكي يعطي لكل أمريكي الحق في القيام بما يشاء.. وأن القانون لا يملك سوي فرض غرامة علي القس جونز لا تتجاوز 300 دولار في حال اشعال حريق في الهواء الطلق.
ولا أدعي الإلمام بالقوانين الفيدرالية و لكن الذي لا شك فيه ان هناك من الاجراءات القانونية خاصة تلك التي أقرت بعد 11 سبتمبر - ما يمنع مثل هذه الاعمال المتطرفة الشريرة التي ستشعل نارا من العمليات الارهابية لا حد لها.. باعتبار ما ينويه القس جونز عملا يحض علي اعمال عنف وارهاب يهدد سلامة مواطنين أمريكيين.
تحتاج ادارة الرئيس اوباما لأن تكون اكثر حسما.. فالنار لن تتوقف عند حدود اصابع القس الأحمق جونز.