بشكل غير مسبوق إحتشد الجمهور السبت الماضي أمام قبة الغوري لحضور حفل ختام الدورة الثالثة لمهرجان سماع الدولي للإنشاد الصوفي والذي شاركت فيه 11 دولة منها الهند وأزبكستان وسوريا والبوسنة وأسبانيا والمغرب والسودان وأندونيسيا وتركيا والعراق ومصر، وحرص علي الحضور وسط الجماهير عدد من المسئولين من بينهم وزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال ووزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا، وعن المهرجان وهذا الحضور الجماهيري غير المسبوق أكد مدير المهرجان المخرج المسرحي انتصار عبد الفتاح قائلا: أعتقد أن دورة هذا العام كانت مختلفة ومتميزة عن الأعوام السابقة خاصة بعد حدوث تعاون بين صندوق التنمية الثقافية والعلاقات الثقافية الخارجية لاستضافة الدول المشاركة ورعاية المهرجان وهذا أحدث فارقا كبيرا في شكل المهرجان ، حيث نظمنا هذا العام مجموعة من الورش الفنية للفرق المشاركة للاستفادة من فلسفة كل دولة في الإنشاد الصوفي . ويضيف: رغم اختلاف اللغة بين هذه الدول إلا أنني لاحظت حالة تفاعل فني بين الجمهور والفرق حتي إنني شعرت بأن الجمهور أصبح جزءا من العملية الفنية ، وما أسعدني أكثر أن الجمهور كان يتوافد علي المكان بشكل ملحوظ طوال أيام المهرجان بشكل غير متوقع حتي إنه في حفل الختام لم يتمكن كثيرون من الدخول واعتذرت لهم بسبب ضيق المكان وهذا ما يجعلنا لا نصدق ما يقال عن الجمهور بأنه هو من عزف عن الفن الراقي لأنه بالدليل العملي عندما يكون هناك شيء متميز يترك الجمهور التليفزيون ويخرج لمشاهدته وهذا ما حدث مع مهرجان سماع للإنشاد الصوفي وهو ما أعتبره نجاحا حقيقيا. وعن اهتمامه الشديد بالصوفية في الأعمال التي يقدمها يقول عبد الفتاح: أنا مهتم بالصوفية الكونية بمعني أنني أقدم الشكل الصوفي بشكل عام علي اختلافها في كل الأديان، لذلك كان لدي اهتمام بمعرفة كيفية تعبير كل دولة عن فلسفتها الصوفية والعام المقبل سوف نشاهد دولا أخري طلبت المشاركة معنا مثل الصين والسنغال وروسيا حتي نري تنوعا أكثر ونسمع بشكل أعمق ، ويضيف: قصدت أن نختتم الحفل بأغنية سيد درويش "قوم يا مصري" حتي أؤكد أن فلسفة هذا المهرجان تعتمد في الأساس علي جملة "العبارة أصل واحد من الجدود". أما عن عرضه الأخير "أطياف المولوية" فيقول: هناك اتفاق جار حاليا مع العلاقات الثقافية الخارجية والبيت الفني للمسرح لإعادة العمل في أحد معابد الأقصر وهذا كان حلمي لأنه عمل يشبه أوبرا عايدة وأتوقع أن يكون هناك حضور قوي خاصة من الأجانب بالأقصر لأنهم سبق أن انبهرو بالعرض في القاهرة ، إلي جانب ذلك أعد للجزء الثالث من هذه السلسلة الفنية التي أقدمها بقبة الغوري وهو عرض "طقوس السمو" وهو امتداد لنفس الحالة التي قدمتها ب"أطياف المولوية".