بعد قراره بمنع استخدام مياه الفيضان الزائدة علي السعة التخزينية لبحيرة ناصر في عمليات غسيل نهر النيل، يدرس د. محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري استبعاد فتح مفيض توشكي لتصريف مياه الفيضان هذا العام والاستعاضة عنه بنقل مياه فيضان النيل وحقنها بالخزانات الجوفية الأرضية بالصحراء لتخزينها في شكل حصص مائية للأجيال القادمة. وكلف الوزير عدداً من خبراء معاهد الوزارة البحثية بإعداد برامج تخزينية لمياه الفيضان داخل الخزانات الأرضية خصوصاً غير المتجددة التي تعرضت للاستنزاف عن طريق السحب غير الآمن منها خلال السنوات الماضية، وذلك لتجديد شبابها وإعداد إحصائيات دقيقة بالكميات التي سيتم تخزينها وكيفية الحفاظ عليها لسنوات قادمة. وقال علام إن فيضان هذا العام متوقع له أن يكون أعلي من العام الماضي وفقاً لتقارير التنبؤ لمراكز الرصد بالوزارة، كما متوقع أن يصل قبل نهاية أغسطس الجاري 40% من إيراد الفيضان، واستقبلنا بالفعل 10% من وارده خلال شهر يوليو. وواصل منسوب فيضان النيل ارتفاعه أمام السد العالي أمس، حيث سجل 171 متراً و90 سنتيمترا أي بزيادة 8 سنتيمترات عن منسوب أمس الأول وبلغت محتويات بحيرة ناصر 105 مليارات و950 مليون متر مكعب. ومن جانب آخر أوشكت علي الانتهاء أعمال بعثة مبادرة حوض النيل لدراسة حركة الإطماء ببحيرة ناصر والممولة من البنك الدولي ويشارك فيها خبراء من هيئة السد العالي ومعهد بحوث النيل وعدد من خبراء الري السودانيين، والتي بدأت أعمالها منذ 15 يوماً داخل الأراضي السودانية يعقبها رحلة مماثلة داخل الأراضي المصرية. وكشفت أحدث دراسات الإطماء بالبحيرة ترسب حوالي 6 مليارات متر مكعب من الطمي بقاع بحيرة ناصر منها 82% داخل الجزء الموجود بالأراضي السودانية، و18% فقط في الأراضي المصرية، كما أكدت الدراسة أن الطمي يترسب 60% منه في السعة الميتة للبحيرة، و40% في السعة الحية أي ما يمثل ملياراً واحداً سعة من 90 ملياراً من السعة المتاحة لتخزين المياه ببحيرة ناصر وهو ما لا يمثل أي خطورة علي القدرة التخزينية لمدة السنوات القادمة.