رغم انها ليست مهنة أجداده . إلا أنه عشقها فمن أجلها لم يكمل دراسته ،فأحبته واعطته اسرارها، وصار متميزا فيها بخبرة تفوق عمره بكثير ،جعلت له بصمة بأشهر مطابع الموسكي والازهر :انه محمد محمد يوسف ابو العينين 34 عاما صانع امساكيات رمضان. كانت بدايته مع الامساكية من خلال عمله كصبي بمطبعة" الفن العربي" بالعتبة اشهر واكبر المطابع هناك ووقتها كان محمد يوسف طالبا بالابتدائية ،فاستهواه العمل مع اسطوات المهنة والذين استقي منهم خبرته والتي اكتسبها علي مدار 20 عاما هي فترة عمله بها ،فترك من اجلها دراسته ولم يكمل تعليمه بعد حصوله علي الابتدائية رغم الحاح والده عليه بإكمال دراسته ولكنه اصر علي رغبته في الاعتماد علي نفسه. بالعمل بين الحروف والاحبار والاوراق. وكأنه وجد غايته فخط طريق مستقبله بين جدران المطابع العتيقة ،وبالفعل حقق ما يريد واكمل ما بدأه ،واخذ يتعلم ويتدرب علي ماكينة "فينيكس تيجو"وهي الخاصة بطباعة الدفاتر والكمبيالات ،حيث يتم تجميع حروفها ثم مراجعتها وطبعها ،وكذلك تجليد الكتب .ولحبه الشديد للمهنة تعلمها بسرعة وفي وقت قياسي ،وليس هذا فحسب بل اخذ يطور نفسه فيها. الي ان حان موعد التحاقه بالجيش لتأدية الخدمة العسكرية ،وبعد ثلاثة اعوام هي فترة خدمته .عاد مرة اخري الي مهنته والتي افتقدها ولكن من خلال مطبعة اخري شهيرة بمنطقة الحسين . بعد حوالي 6 سنوات من العمل في المطبعة .عرض عليه احد اصحاب المكتبات الدينية الشهيرة بالحسين ان يشاركه محمد في مطبعته الجديدة الاول بالمال والثاني بالخبرة والمجهود .وبالفعل، وأنشأ معا مطبعة الطيب والتي يعمل بها حتي الان . يشير محمد يوسف الي ان الامساكية في الماضي كان يتبادلها الناس بهدف كسب الود والتهادي ثم اخذت الوانا واشكالا عديدة اختلطت فيها الشعائر الدينية مع البيزنس والدعاية الانتخابية فكانت اولا امساكية ثنائية او ثلاثية عبارة عن اكلشية "زنكو غراف"ثم تطبع علي 3 لون او 4 بعد ذلك يتم انزال الالوان علي الماكينة لون لون ،تدون عليها مواقيت الصلاة ومواعيد الافطار والامساك فضلا عن طبع عليها صورة معبرة لشهر الصوم مثل مآذن ،ومساجد، والكعبة، والفانوس، والهلال .ومؤخرا صورة الشيخ الشعراوي، وكان سعر الالف نسخة ب 15 جنيها وكان الورق من الكوشيه الثقيل فكان سمك الواحدة منها 200 جرام .اما الان فالخامات اصبحت رديئة واصبح سمكها 90جراما. ووصل سعر الالف نسخة من 70 جنيها وحتي 120 جنيها، وبدأت الامساكية تدخل منحي اخر وهو التجارة فبدأت تطبع عليها صورة صاحب الصيدلية او المطعم او المتجر المعلن عنه عليها. وليس هذا فحسب بل اصبحت وسيلة من وسائل الدعاية الانتخابية لمرشحي البرلمان بوضع صورهم عليها ، كما لحقت التكنولوجيا بصناعة الامساكية كما يقول محمد يوسف حيث اصبح تصميمها علي الكمبيوتر ببرامج الفوتو شوب وسعر الالف منها من 200 وحتي 220 جنيها كما تم عمل شبكات علي الكمبيوتر من الوانها الاساسية "الاسود والازرق، والاصفر، والاحمر"لاستخراج الوان جديدة .كما اصبحت الامساكية دفترا من 10 ورقات وحتي 70 ورقة تحتوي علي آيات قرآنية واحاديث نبوية شريفة،ومجموعة من الفضائل والقيم والنصائح الخاصة بالصوم. وسعر ال100 حوالي 75 جنيها علي حسب الخامة وعدد الاوراق.