برر د. محمد عوض (رئيس الشركة القابضة للكهرباء) علي صفحات «روزاليوسف» اليومية تكرار انقطاع الكهرباء عن أحياء القاهرة والجيزة بأن أمام المواطنين خيارين لحل هذه المشكلة.. الأول هو انقطاع التيار بالتناوب علي المناطق خلال ساعات الذروة تخفيفاً للأحمال، أما الثاني فهو عدم انقطاع الكهرباء وزيادة الأحمال وانهيار الشبكة وإظلام تام 4 أيام مثلما حدث في واشنطن. وهو تبرير يثير الدهشة لأن د. محمد عوض لا يعرف أن انقطاع التيار الكهربائي لا يتم بالتناوب كما يدعي، ويمكنه أن يطلب بنفسه حصر الأماكن التي تم قطع الكهرباء عنها العشرة أيام الأخيرة، وسيعرف أن هناك مناطق بعينها يتم قطع الكهرباء عنها مرتين وثلاث مرات يومياً.. ويمكن أن أساعده في حصر هذه المناطق مجاناً وبدون أي مقابل. وأذكره أنه في الوقت نفسه.. توجد مناطق لا تنقطع فيها الكهرباء نهائياً. وأعتقد أن المقارنة التي ذكرها رئيس الشركة القابضة حينما قدم حالة قطع الكهرباء في واشنطن علي اعتبار أنها النموذج الذي لا يمكن التعليق عليه، وبالتالي علينا قبول الأمر الواقع، وعلينا قبول تبريراته التي لا يمكن أن نوافقه عليها.. خاصة أن الانقطاع المستمر للمناطق نفسها لمرتين وثلاث مرات يومياً هو أمر يحمل قدرًا من الاستهتار بالمسئولية الاجتماعية للمساواة بين المناطق باستثناء المناطق الحيوية. وفي السياق نفسه، قرأت تصريحات د.حسن يونس «وزير الكهرباء والطاقة» لمجلة "المصور" في الحوار الذي أجراه الصديق الأستاذ سليمان عبد العظيم، والتي قال فيها: إن كثافة الإنارة في شوارع مصر أعلي من الإنارة في شوارع أوروبا وأمريكا بنسبة 5 إلي 3أمثال. ولم أستطع أن أعرف ما علاقة المواطن المصري العادي بإنارة الشوارع بدرجة مبالغ فيها.. لأنه ببساطة غير مسئول عنها؟ وأعتقد أنه يمكن أن تتم مساءلة الأجهزة التنفيذية عن هذا التجاوز. قال وزير الكهرباء: إن مخطط تخفيف الأحمال خطط فنية لا علاقة لها بمناطق مميزة وأخري فقيرة، وربما يكون هناك خطأ في التطبيق من بعض الموظفين لكن هذه الأخطاء نسبتها ضئيلة جداً، وبالتالي لا توجد تفرقة بين الأحياء المختلفة في القاهرة. وأسأل وزير الكهرباء: إذا كان مخطط تخفيف الأحمال لا علاقة له بمناطق محددة.. فكيف يفسر الانقطاع اليومي للكهرباء في مناطق بعينها.. وصلت إلي ثلاث مرات يومياً. وإذا كان المسئول عن هذا الخطأ هم بعض الموظفين حسبما أكد.. فلماذا السكوت عن هذه الأخطاء؟ ولماذا لا تتم محاسبتهم وتحويلهم للتحقيق؟ ومن الأصل: ما المصادر التي اعتمد عليها وزير الكهرباء في تصريحه بأن أخطاء هؤلاء الموظفين نسبتها ضئيلة جداً؟! من الواضح أن التقارير التي يتم رفعها للسيد الوزير لا ترصد المعلومات بدقة.. فتتجاهل الرصد الحقيقي أو تتجنبه أو غير ذلك.. وأعتقد أنه من المفيد أن يحترم رجال الدولة التنفيذيون في الوزارات من يقرأ تصريحاتهم التي تحمل في الكثير من الأحيان قدرًا من السذاجة في التفسير والتبرير.