أحمل في ذاكرتي زيارات «الرئيس مبارك» لمواقع الإنتاج وكذلك للمشروعات الوطنية، خاصة في شهر رمضان المبارك، بتعدد زياراته إلي مواقع الإنتاج، وإزالة العقبات البيروقراطية أمام الصناعة والزراعة والخدمات التي يقوم بها القطاع الخاص في أرجاء المحروسة، أتذكر زيارات السيد الرئيس لمدينة «العاشر من رمضان» في بدايات الثمانينيات حينما يفاجئ المدينة في شهر رمضان بزيارته إلي مصانع السيراميك والنسيج والسجاد والكهرباء والزجاج، والبويات والموبيليا والطلمبات، أتذكر ذلك، حيث كنت عضوًا بجمعية مستثمري العاشر من رمضان منذ عام 1982، وكان لي شرف المشاركة في استقبال السيد الرئيس، حينما يقوم بزياراته إلي تلك المصانع ومكوثه طيلة نهار من أيام رمضان في تلك المصانع يناقش المنتجين ويناقش القوانين ويناقش مشاكل التصدير والاستيراد وقطع الغيار، وكان في صحبته في تلك الأيام، المرحوم الأستاذ الدكتور «عاطف صدقي» رئيس مجلس الوزراء، وكان رحمه الله يأخذ توجيهات السيد الرئيس كقرارات جمهورية فورية فيشكل مجموعات عمل من الوزراء ورجال الصناعة، ويمكثون في مكتبه بالقصر العيني لكي يضعوا مشروعات بقوانين ويضعوا تصورات بحلول لأزمات تعيق الإنتاج، وكان العصر الذهبي لرجال الصناعة في المدن الصناعية الجديدة في تلك السنوات الأولي من حكم الرئيس «مبارك» ولعل زيارات سيادته أيضا لم تتوقف حتي الآن، ربما تلك الزيارة التي افتتح فيها محور «صفط اللبن» و«المتحف الإسلامي» أيضًا، يوم الأحد الماضي وهو أحد أيام رمضان الكريم وكان الرئيس كعادته وكما أتذكره تماما، مواجها للمشاكل، وسائلا عن كل صغيرة وكبيرة، ولم ينس أن مواعيد قد ضربها المسئولون عن مشروعات بعينها، وعادوا لكي يضعوا مواعيد جديدة وسرعان ما لاحقهم السيد الرئيس بأن المواعيد الصحيحة ليست كما يعلنونها اليوم. وأتذكر للسيد الرئيس في صباح يوم أول يناير عام 1990 حينما جاء ليفتح معرض لمنتجات المدن الصناعية الجديدة بصحبة الدكتور «عاطف صدقي» والمهندس «حسب الله الكفراوي» وكان لي شرف إعداد هذا المعرض ليلة رأس السنة الميلادية 1990 بأرض المعارض، وحضر السيد الرئيس ومكث في ضيافته حاكم قطر «الأب» وأصدر الرئيس توجيهاته في نفس اليوم بضرورة عمل معرض لمصر في الاتحاد السوفيتي يكون أعظم وأكبر معرض للصناعة المصرية وقمنا مجموعة عمل من «إبراهيم كامل، محمد فريد خميس، تقي الله حلمي» وتحت قيادة الدكتور «صبري الشبراوي» وأقمنا أعظم معارض مصر في الخارج وافتتحه الرئيس مبارك في مايو 1990 تحت اسم «مصر في الاتحاد السوفيتي»! هذه من ذكريات شهر رمضان، وتحبيذ الرئيس للزيارات الميدانية خلال أيامه، حيث يرتبط العمل بالصيام وبعظمة الأداء، ولعل «العاشر من رمضان» كتاريخ قبل أن يكون اسم مدينة صناعية، يعطي دلالة كبيرة علي إرادة شعب مصر!