استقبل الرئيس حسني مبارك بمدينة شرم الشيخ عصر أمس وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، حضر اللقاء الذي استغرق نحو الساعة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس مبارك كان قد تلقي اتصالا هاتفيا من الملك عبد الله الثاني أحاط فيها الرئيس بمشاوراته مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي وكلف الملك وزير خارجيته بالحضور إلي مصر لكي يضع الرئيس في الصورة حول تفاصيل ما تطرق إليه الملك في اتصاله مع الرئيس مبارك. وقال عواد إن كلاً من مصر والأردن يعملان مع عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل تهيئة الأجواء المواتية لاستئناف عملية السلام من خلال مفاوضات جادة تبني علي ما تحقق حتي الآن، وتفتح الطريق للتوصل إلي اتفاق سلام يتناول جميع موضوعات الحل النهائي الستة ويتيح قيام دولة فلسطينية مستقلة. رسالة أوباما قال السفير سليمان عواد، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعث برسالة خطية للرئيس مبارك تبعها اتصالان هاتفيان للرئيس من نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وقد أكدت كل هذه الاتصالات التزام الجانب الأمريكي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حل الدولتين. وأضاف عواد أن هذه الاتصالات أكدت أيضا التزام الرئيس الأمريكي شخصيا بمواصلة جهوده لإطلاق مفاوضات سلام في إطار زمني محدد. وأوضح أن كلها مؤشرات نأمل أن تتم متابعتها وأن يكون هناك توافق عربي دولي علي إطلاق مفاوضات جادة في إطار زمني محدد وبمرجعيات واضحة. وحول القمة المصرية السعودية التي عقدت في شرم الشيخ الليلة الماضية.. قال السفير عواد إن الرئيس يواصل اتصالاته بمختلف الأطراف الإقليمية والدولية، وأن خادم الحرمين الشريفين يصل إلي مصر في مستهل جولة تشمل دمشق وبيروت والأردن. وقال إن الملك عبدالله حريص علي أن يبدأ هذه الجولة بالتشاور مع الرئيس مبارك.. وأشار عواد إلي أن التنسيق مستمر بين القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين. وقال عواد إن عملية السلام وجهود دفعها تأتي في بؤرة تركيز هذه المشاورات، وكذلك الوضع في لبنان والعراق والخليج آخذًا في الاعتبار المواجهة بين الغرب وإيران حول الملف الإيراني النووي.. والوضع في اليمن وكل المستجدات علي الساحتين العربية والإقليمية.. وقال عواد: "ولكن عملية السلام والوضع في لبنان يتصدران أجندة المشاورات". زيارة بيريز وحول زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لمصر الأحد المقبل إن هناك تطورات عديدة حدثت خلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، وأن الرئيس الإسرائيلي سيصل الأحد المقبل ليتم استكمال المشاورات حول أفضل السبل لتهيئة الأجواء المواتية لإطلاق مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفق مرجعيات واضحة. من جانبه.. قال وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ردا علي سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي التي قال فيها إنه جاهز للسلام إذا كان العرب جاهزين لذلك: "أن هناك مواقف ورسائل أمريكية تم نقلها للجانب الفلسطيني خلال الأيام القليلة الماضية ونترقب اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية لكي نري ونستمع لما سيتحدث به الرئيس أبومازن ومدي التطمينات التي وصلته وعندئذ نتصور أن لجنة المتابعة سوف تطرح توصياتها للرئيس الفلسطيني". وقال أبوالغيط عقب الجلسات: اجتماع لجنة مبادرة السلام له نتائج إيجابية للغاية وردا علي سؤال حول ما إذا كانت للقمم العربية واللقاءات الثنائية التي تعقد في الوقت الحالي سقفا للتحرك العربي لإحياء عملية السلام.. قال وزير الخارجية: "هناك مواقف عربية متفق عليها وتم نقلها للجانب الفلسطيني وأيضا قام الجانب الفلسطيني بالمطالبة بها.. وأنه قد وصلت إلي الجانب الفلسطيني تطمينات وتأكيدات وننتظر اليوم لنري ما سيطرحه الرئيس أبومازن". تصريحات أبومازن من ناحية أخري أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة أمس أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة صعبة ودقيقة، معربًا عن أمله في أن يتم التوصل إلي حل عادل يفضي إلي إقامة الدولة الفلسطينية علي أساس حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وحل مشكلة اللاجئين. رفض الرئيس عباس بشدة ما يردده البعض من أن زيارة القدس أو الضفة الغربية تعتبر تطبيعًا مع إسرائيل، وقال إن هذه الدعاوي باطلة ولا أساس لها من الصحة لأن التطبيع يتمثل في زيارة إسرائيل نفسها، ولكن زيارة الأراضي المحتلة في الضفة وغزةوالقدس ليست تطبيعًا وإنما مساندة حقيقية ومباشرة للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال. وقال إن الهبوط في مطار تل أبيب أو الحصول علي تأشيرة من سفارات إسرائيل في الخارج لزيارة القدس والأراضي المحتلة لا يعني التطبيع لأن ذلك هو الطريق الوحيد المتاح حاليًا أمام من يرغب في زيارتنا في فلسطين، ومن يروج إلي أن الزيارات تطبيع يخدم الهدف الإسرائيلي بعزلنا عن أشقائنا العرب، وعدم حضورهم إلينا لمساندتنا. وأوضح أن السلطات الإسرائيلية تسمح للمواطنين الأمريكيين بدخول إسرائيل دون تأشيرة، بينما لا تسمح للأمريكيين من أصول عربية بدخول إسرائيل إلا بالحصول علي تأشيرة مسبقة في محاولة مكشوفة لمنع العرب من زيارتنا في الأراضي المحتلة حتي ولو كانوا حاملين للجنسية الأمريكية. وقال: إن كثيرًا من رجال الأعمال العرب بدأوا يشترون أراضي في القدسالشرقية لإقامة مساكن عليها، وأن ذلك يعزز موقفنا، ويؤكد تواجدنا علي الأرض، وهذا يمثل دعمًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، التي نحتاج فيها إلي المساندة من الجميع لمواجهة التعنت الإسرائيلي، أما من يردد أن الزيارة لا يمكن أن تتم إلا بعد انتهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، فهذا غير صحيح لأن المساندة تكون في ظل الاحتلال وليس بعد زواله. وطلب أبومازن من رؤساء التحرير والصحفيين المصريين والعرب والمسلمين وكل الشعوب العربية والإسلامية الذهاب إلي الأراضي الفلسطينيةوالقدس لدعم ومؤازرة الشعب الفلسطيني ورؤيته علي الطبيعة، وقال: أرجوكم زورونا، تعالوا إلينا لكي تروا بأعينكم علي الطبيعة لأن من يسمع ليس كمن يري، ومن يقول إن الذهاب إلي القدس حرام لا يفهم في الدين، فالقرآن الكريم والسنة يطالبان المسلمين بالذهاب إلي القدس. وحول ما تردد من أن الجانب الفلسطيني سيعلن إقامة الدولة الفلسطينية من طرف واحد إذا فشلت المفاوضات، نفي الرئيس الفلسطيني بشدة هذه الأنباء وقال نحن لم نقل يومًا من الأيام إننا سنعلن الدولة الفلسطينية من طرف واحد، ولكن قلنا إذا فشلت الجهود سنذهب إلي الجامعة العربية، ونحن منذ عامين نعمل مع لجنة المتابعة العربية. الدعم العربي وحول الدعم العربي للقضية الفلسطينية قال الرئيس عباس: الدول العربية قررت دعم السلطة الفلسطينية بمبلغ 550 مليون دولار في العام، ولكن للأسف الشديد لا يصلنا إلا 120 مليون دولار في العام، بنسبة 10 إلي 15%، في الوقت الذي تدفع فيه الولاياتالمتحدة 450 مليون دولار سنويًا، وأوروبا أكثر من هذا المبلغ وبانتظام. وقال إن القمة العربية الأخيرة في سرت قررت دعم صندوق القدس بمبلغ 500 مليون دولار، وعندما طلبت من الجامعة العربية 10 ملايين دولار لدعم مستشفي المقاصد بالقدس وتوسعة المستشفي لزيادة سعته من 150 سريرًا إلي 250 سريرًا عن طريق شراء فندق من مواطن فلسطيني بجانب المستشفي أبلغتنا الجامعة العربية بأنها لم تتلق فلسًا واحدًا من الدول العربية لدعم هذا الصندوق. أضاف في حالة توقيع حماس علي الوثيقة المصرية للمصالحة فيمكن إعادة إعمار غزة علي أعلي مستوي خلال ستة أشهر باستخدام المبالغ التي قدمتها الدول المانحة في قمة شرم الشيخ برعاية الرئيس مبارك التي بلغت أكثر من أربعة مليارات دولار جاهزة للإنفاق بمجرد توقيع حماس علي وثيقة المصالحة. وتساءل أبومازن: كيف أستطيع أن أدعم صمود الشعب الفلسطيني في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية في الوقت الذي يتبرع يهودي روسي واحد بحوالي 1.5 مليار دولار لتوسعة مستوطنة باب العمود في القدس.. وقال هل ندعم صمود الشعب الفلسطيني بالكلام؟ وحول السيناريوهات التي يمكن اللجوء إليها في حال فشل المفاوضات غير المباشرة التي تنتهي مهلتها في 8 سبتمبر المقبل قال أبومازن: سأذهب إلي الدول العربية حيث نلجأ إلي مجلس الأمن لاتخاذ ما نراه مناسبًا، أضاف إذا وجدت الأمور مش ماشية سأخلع، متسائلاً: ما الذي يربطني بالسلطة؟ وأعلن أمامكم أنني لن أرشح نفسي لرئاسة السلطة في أي انتخابات قادمة مهما حدث، وقال مازحًا ردًا علي سؤال لأحد رؤساء التحرير ماذا ستعمل بعد ترك السلطة «سأعمل صحفيًا». الضغوط وردًا علي سؤال عما إذا كان يتعرض لضغوط للدخول في المفاوضات المباشرة قال الرئيس أبومازن إنني أتعرض لضغوط لم أتعرض لها في كل حياتي السياسية من الإدارة الأمريكية والأوروبيين والأمين العام للأمم المتحدة، كلهم يقولون يجب الدخول في المفاوضات المباشرة واغتنام هذه الفرصة والوقت يمر، وكله كلام جميل، لكنني أبلغت الجميع أننا لن ندخل في المفاوضات المباشرة دون ضمانات. وقال: هناك أمر مهم يجب أن تعلموه.. وهو أننا لأول مرة نجري لقاء مع اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة (إيباك) الذي هو حلقة الوصل بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، والذهاب لهم له مخاطر لأنهم متطرفون، ومواقفهم جميعكم يعرفها، وقد نصحني أشخاص من الإدارة الأمريكية بألا أقابلهم وقالوا لي لا تدخل بيت الضبع، وحتي في زيارتي الأخيرة إلي أمريكا بتاريخ 9 يونيو الماضي، وأنا خارج من مكتب أوباما.. قالوا لي هل مازلت مصممًا للذهاب إليهم؟ وقلت لهم إنني مصمم.. فقالوا (أعانك الله).