نقلة كبيرة تشهدها صناعة الدراما التليفزيونية هذا العام ويبدو ذلك واضحاً من أسلوب الدعاية التي تتبعها شركات الإنتاج والقنوات الفضائية التي تبث هذه الأعمال بشكل حصري. مما يجعل الأمر يبدو كأنه عرس كبير يقام علي شرف نجوم المسلسلات وبالرغم من أن هذه النقلة تقتصر علي شكل مسلسلات رمضان ونقاء صورتها ولم تطل المضمون بعد إلا أن الأساليب الجديدة التي اتبعها صناع هذه الأعمال في الدعاية تستحق المتابعة خاصة أن أساليب الدعاية شملت بوسترات في الشوارع تحمل اسم البطل مما يجعلها تنافس الأفلام السينمائية ومن المسلسلات التي اتبعت الوسائل الحديثة في الدعاية مسلسل «بالشمع الأحمر» للفنانة يسرا التي تعود جمهورها علي متابعة الدعاية الضخمة التي تتم صناعتها لأعمالها كل عام ولكن هذه التجربة تشهد الحجم الأكبر من الدعاية وبالرغم من أن المسلسل من إنتاج العدل جروب إلا أن مؤسسة دبي للتسويق والإعلان هي التي تولت مهمة الدعاية للمسلسل خاصة أنها تعرضه بشكل حصري علي قنواتها. وتعاقدت الشركة مع المصور أحمد مصيلحي الذي تولي مهمة تصميم ثلاثة بوسترات للفنانة يسرا اختارت الشركة من بينها بوستراً واحداً قال مصيلحي عنه: حاولت خلاله أن اظهر الفنانة يسر بشكل جاد وتعمدت ألا تظهر ضحكتها المعهودة في أغلب صورها وبوستراتها خاصة أنها تقوم بدور طبيبة في مصلحة الطب الشرعي كما حرصت أن ترتدي ملابس عادية جداً بعيداً عن الملابس اللافتة التي ترتديها لتعطي نبذة عن طبيعة دورها في الأحداث وأضاف أن البوستر الواحد تكلف 12 ألف جنيه وحرصت دبي علي طباعة عدد كبير منها لتعرضها في أماكن متفرقة من شوارع القاهرة وميادينها وحتي الأقاليم بجانب توزيعها في الدول العربية بميزانية تتخطي المليون جنيه بالشمع بطولة هشام عبد الحميد ومحمد إمام وإخراج سمير سيف وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسلي «نعم مازلت آنسة» و«امرأة في ورطة» اللذين تقوم ببطولتهما الفنانة الهام شاهين والتي تبنت أيضاً مؤسسة دبي الحملة الإعلانية الخاصة بهما لأنها قامت بشرائها بشكل حصري وقمت بعمل بوستر واحد يجمع الشخصيتين وتعمدت أن تظهر فيه الفنانة الهام بصورتين الأولي وهي تبكي والدموع في عينيها وتضع يدها علي خدها وهي تبدو كأنها خائفة من ورطة وترتدي ملابس سوداء وابهرتني بقدرتها السريعة علي البكاء وقت التصوير والصورة الثانية تظهر فيها أبيض أسود وشكلها مكتئب وفي نفس الوقت تنظر وفي عينها أمل لأنها تقوم بدور فتاة عانس تنتظر العريس، وتكلف البوستر 15 ألف جنيه. نعم مازلت آنسة» بطولة إلهام شاهين ونشوي مصطفي وعزة بهاء، تأليف عزة عزت إخراج أحمد يحيي. الأمر لم يختلف كثيراً بالنسبة لمسلسل «شيخ العرب همام» الذي يقوم ببطولته النجم يحيي الفخراني حيث تصدرت البوسترات التي تحمل صور الفخراني أغلب الشوارع والميادين بالإضافة لاستغلاله أحدث تقليعة في الدعاية وهي استخدام التاكسي الأبيض كوسيلة إعلانية تم عرض صور الفخراني عليها وبالرغم من وجود فنانين كثيرين يشاركون الفخراني البطولة من بينهم صابرين إلا أن البوسترات لم تظهر سوي صورة الفخراني وهو يرتدي الزي الصعيدي ممسكاً بعصا ضخمة وأنيقة في يده بجانب لحيته البيضاء التي لم يظهر بها من قبل في أعماله الفنية «شيخ العرب همام» تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج حسني صالح. وكذلك الأمر بالنسبة للنجم صلاح السعدني الذي تظهر صورته في كثير من الأماكن في المهندسين وكوبري السادس من أكتوبر وغيرهما باللوك الذي يظهر به في أحداث مسلسله الجديد «بيت الباشا» فالبرغم من أن العمل يضم مجموعة كبيرة من الفنانين إلا أن الصور تظهره بمفرده كنجم العمل الذي يشاركه بطولته شيرين والسورية لنده حنا تأليف سماح الحريري إخراج هاني لاشين.. منتج المسلسلين أحمد الجابري علق علي شكل الدعاية الجديدة قائلاً: قنوات الحياة هي التي تبنت الحملة الإعلانية للمسلسلين بشكل فاق كل التوقعات لدرجة أنها جعلتهما. في مكانة خاصة بين كل أعمال ومسلسلات رمضان حيث اهتمت بالترويج للمسلسلين بعمل دعاية ضخمة تتخطي ميزانيتها المليون ونصف المليون جنيه بنشر صور وإعلانات في الصحف والمجلات ولم تكتف بهذه الوسائل التقليدية بل اتجهت لعمل عشرات البوسترات في الشوارع والمولات والميادين ممايجعلنا نشعر بفخر لأن شكل الدعاية أصبح راقياً جدًا ويتلاءم مع حجم الميزانية التي أنفقتها الشركة المنتجة علي هذين المسلسلين بالإضافة لأسماء النجوم الكبيرة التي حرصنا علي اجتذابهم للعمل في مسلسلاتنا خاصة أن المنافسة اليوم أصبحت قوية جدًا بين القنوات الفضائية ومن ثم شركات الإنتاج وكذلك النجوم وهذا لصالح الدراما التليفزيونية. أما المنتج الفني محمود شميس تحدث عن مسلسلي شركة عرب سكرين وهما «الحاجة زهرة» الذي تقوم ببطولته الفنانة غادة عبدالرازق الذي أثيرت ضجة حوله وخلاف الأزهر حوله حتي قبل عرضه والمسلسل الثاني «العار» الذي يقوم ببطولته مصطفي شعبان وأحمد رزق وعلا غانم، شميس كان له رأي آخر، حيث يقول: كل هذه الدعاية سلبية ولا تفيد المسلسل ولا العمل الفني الذي يظن البعض أنها تروج له خاصة أنها مجرد دعاية للقنوات الفضائية فقط ومن يفكر جيدا وينظر للوحة الإعلانية يجد أن الإعلان في الأساس للمحطة الفضائية مستغلة اسم المسلسل وبطله وليس العكس والدليل أن البوستر يحمل صورة النجم ولوجو القناة والإشارة الخاصة بها والتردد وهكذا دون الإشارة إلي ملامح هذا العمل أو صناعه أو حتي منتجه وفريق عمله.. وهو أيضًا مختلف عن أفيش السينما الذي يضم أبطال العمل والشركة المنتجة والمونتير والمخرج والمؤلف والسيناريست وغيره من تفاصيل كثيرة تعني الدعاية للمنتج الفني وليس لدار العرض التي يتم عرض المنتج عليها.. لذلك اتبعت طريقة مختلفة عن كل المسلسلات عن طريق عمل «Making» للمسلسل وهي المرة الأولي في تاريخ الفيديو، لذلك قمت بتصوير الاحتفال بعيد ميلاد غادة عبدالرازق وصورنا الضيوف والاحتفال بالكامل وهذا بجانب كل الشغل الذي قمنا به في شرم الشيخ ولبنان عندما سافرت غادة عبدالرازق لتصوير مشاهدها هناك، هذا بجانب تصوير كل هذه الأحداث في صورة فيديو كليب واستعنت فيه بمخرجة مميزة هي بتول عرفة التي قامت بإخراج كليب «الناس الرايقة» الذي اشترك فيه رامي عياش وأحمد عدوية وبذلك نكون قد خرجنا من زحام الدعاية السلبية التي يتزاحم عليها الجميع، حيث تتشاجر الشركات الإنتاجية والقنوات الفضائية علي المساحات والمواقع المميزة التي تعرض فيها البوسترات «زهرة وأزواجها» بطولة حسن يوسف وحجاج عبدالعظيم وأحمد صلاح السعدني وتأليف مصطفي محرم وإخراج محمد النقلي.