في إطار جولته المكوكية بالمنطقة الرامية إلي دفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي نحو التفاوض المباشر بعد يوم من لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي طالبه بتوضيحات بشأن الاستيطان ووضع القدسالشرقية قبل بدء المفاوضات المباشرة، اجتمع أمس المبعوث الأمريكي جورج ميتشل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس وفي مؤشر علي صعوبة التوصل لحل الدولتين تزايدت الدعوات داخل إسرائيل إلي تبني فكرة الدولة «الثنائية القومية» بحيث تضم بجانب الإسرائيليين فلسطينيي الضفة الغربية وأوضحت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن هذه الدعوات لم تعد مقتصرة علي الهامش السياسي وإنما تشارك فيها شخصيات بارزة حتي من حزب «الليكود» ومن المستوطنات مشيرة إلي أن وزير الدفاع السابق موشي ارينس ورئيس الكنيست رؤوبين ايفلين والنائبة تسيبي حوطبيلي أبرز من طالبوا بتطبيق هذا الحل. وفي غزة وصلت أمس ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلي القطاع في زيارة تفقدية دامت عدة ساعات دون أن يتضمن جدول أعمالها اللقاء مع أعضاء حكومة حماس المقالة. وطالبت أشتون بفتح المعابر المؤدية إلي غزة في الاتجاهين علي أن يكون للاتحاد الأوروبي دور محدد لممارسته بالتعاون مع السلطة الفلسطينية. إلا أن الأخيرة رحبت بزيارة أشتون معتبرة إياها وزيارات وزراء الدول الأوروبية المرتقبة بمثابة اعتراف غير مباشر بها. وقال أحمد يوسف مستشار رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية «نحن في الحكومة نرحب بأي وفد زائر إلي غزة لأننا نعتبر ذلك تسجيلا ومشاهدة حقيقية وعملية للمجازر الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية»، مؤكدا أن هذه الزيارة تمهيد لزيارة عدد من وزراء خارجية الدول الأوروبية إلي غزة خلال الأسابيع المقبلة. واعتبر يوسف زيارة أشتون اعترافا غير مباشر بحكومة حماس، مؤكدا بالقول إن «اعترافهم يأتي لأنهم يأتون تحت حماية توفرها الحكومة في غزة، ولولا هذا الأمن لما فكروا في الحضور». وبالتزامن مع زيارة أشتون لغزة طالبت عشرون منظمة دولية غير حكومية الاتحاد الأوروبي ب«الإصرار من أجل الرفع الكامل للحصار المفروض علي القطاع، وليس تخفيفه فقط، إذا كان يريد فعلاً أن يساعد الاقتصاد في غزة علي النهوض وإفساح المجال أمام السكان لإعادة بناء حياتهم». ودعت هذه المنظمات في رسالة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلي الضغط علي الجهات المعنية لتعمل علي نقاط خمس أساسية هي «وضع حد لحظر الصادرات من غزة والسماح بتنقل الناس من وإلي غزة وضمان القدرة الكافية والفاعلية اللازمة لنقاط العبور والسماح بدخول مواد البناء من أجل القطاع الخاص وتأمين الوصول إلي الأراضي الزراعية وأماكن صيد الأسماك في غزة». ومن ضمن المنظمات الموقعة علي الرسالة الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية والإسعاف الإسلامي في فرنسا والمجلس النرويجي للاجئين. علي صعيد أخر كشف مصطفي البرغوثي أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عن أن إسرائيل بدأت قبل أيام في بناء 100 وحدة استيطانية جديدة علي أراضي بيت جالا والولجه وأكد أن الاحتلال بدأ ببناء تلك المستوطنات بعد جرفة الأراضي للفلسطينيين ووضع اسلك شائكة لمنع وصول أحد لتلك الأراضي مؤكداً أن البناء يتم بعيداً عن الأنظار.