رغم أن فكر ملف عن «الأب» راودتنا كثيرا، وخاصة أن هناك «عيد للأب» في مصر لم يحظ بهذا الاهتمام الإعلامي وربما الوجداني الذي حظي به عيد الأم، وتاريخه 12 يناير، وهناك احتفال عالمي أيضا في 21 يونيو إلا أن كلا التاريخين يمرا مرور الكرام ولا يلتفت إليهما أحد.. والسؤال الذي طرح نفسه كان «لماذا تنحصر دائما وبصورة كبيرة صورة الأب في مخيلتنا إلي كونه «العزوة» ومصدر الانفاق؟ أما الحنان والاحتواء فالمؤشر يتجه في تلك الحالة إلي الأم، وكانت الاجابات تكاد تكون مجمعة علي أنها سنة الحياة، وكل واحد منهما يلعب الدور الذي هيئته له الطبيعة، رغم أن هناك حقيقة لا نلتفت إليها جميعا، وهي أن تربيتنا خلقت بداخلنا فكرة أن الشدة مقترنة بصورة «الأب»، وظلت تلك الرؤية بمثابة الميراث الذي ورثناه جميعا، ومما كان الإنسان بطبيعته حنونا ومعطاء فالواجب عليه هو ارتداء قناع الشدة مع أولاده، وبالطبع هناك استثناءات دائما من القاعدة، وهناك آباء أكثر حنانا من الأمهات، ولكن الشائع هو صورة الأب التي ابدعها «نجيب محفوظ» في الثلاثية وإحسان عبدالقدوس في «أنا حرة».. لذلك فإن الكثيرين منا لا يربطون بين أبائهم ومواقفهم إلا في حالة التمرد عليهم والخروج من عباءاتهم وأفكارهم أو بالقسم بهم في الشدة والخلافات مؤكدين أنه «ورأس أبويا» لن اتسامح في موقف ما!. أننا في الحقيقة نتاج تربية بها قصور، من الآباء قبل الأبناء، لذلك فإن ما يزرعه الآباء لا يجني ثماره فقط الابناء كما تقول الحكمة ولكن يحصد الثمار أيضا الآباء أنفسهم، وبالتالي فإن علينا التعبير عن مشاعرنا بصورة أكثر حميمية من الطرفين فلماذا لا نفكر في إرسال هدية بدون مناسبة لأبائنا؟ والتفكير في احياء فكرة عيد الأب من جديد؟ ولماذا أيضا لا نحنو علي أولادنا ونتناسي صورة الأب في السينما المصرية، الحكاية كلها تحتاج إلي استخدام كلمة «أحبك» من الآباء والأبناء معا.. من فضلكم تعالوا نقولها.. حنان أبوالضياء