وصل شهرام أميري العالم النووي الايراني الي طهران قادما من الولاياتالمتحدة بعد اختفاء دام 14 شهرا ، بعد أن تضاربت تقارير عن سبب تواجده في الولاياتالمتحدة وهل اختطفته المخابرات الأمريكية بالفعل أم أنه لجأ اليها لتقديم معلومات وأسرار عن البرنامج النووي الايراني. وبدا أميري مبتسما وملوحا بشارة النصر لدي وصوله مطار طهران الدولي حيث كان في استقباله حسن قشقوي نائب وزير الخارجية الإيراني كما تواجدت زوجته وأفراد أسرته، وقال أميري في تصريحات اعلامية انه نجح في الفرار من المخابرات الأمريكية ولجأ الي مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالسفارة الباكستانية في واشنطن، مضيفا أن المخابرات الامريكية عذبته وهددت بنقله لإسرائيل إذا لم يطع أوامرهم. وأعلن أميري بعد وصوله ايران انه لم يكن يعمل في المجال النووي، قائلا: ليست لي أية علاقة بنطنز وفوردو الموقعين الايرانيين لتخصيب اليورانيوم. وأضاف: لم أقم بأي أبحاث في المجال النووي. أنا باحث بسيط أعمل في جامعة مفتوحة أمام الجميع وليس فيها أي سر". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسئولين أمريكيين قولهم إن المخابرات الامريكية (سي آي إيه) دفعت للعالم النووي الايراني خمسة ملايين دولار في مقابل تقديم معلومات عن برنامج طهران النووي. وقال مسئول أمريكي: كل ما حصل عليه هو الآن ليس في متناول يده بفضل العقوبات المالية علي إيران. لقد ذهب لكن أمواله لا. لقد حصلنا علي المعلومات التي كانت لديه والإيرانيون حصلوا عليه الآن. ونفي العالم النووي الايراني تصريحات لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية قالت فيها ان أميري كان حراً وأنه ذهب الي الولاياتالمتحدة بمحض ارادته، مشيرا الي انه تعرض في الشهرين الأولين لأسوأ عمليات التعذيب الجسدي والمعنوي. من جانبها، أكدت واشنطن أن أميري كان موجودا في الولاياتالمتحدة بمحض إرادته منذ بعض الوقت. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إنه بالتأكيد حر في الرحيل، موضحاً أن أميري أبلغ الولاياتالمتحدة رغبته في مغادرة البلاد. وعلي صعيد آخر، حذرت مجموعة "أوكسفورد" للأبحاث أمس من أن شن اسرائيل هجوما علي المنشآت النووية الايرانية سيؤدي لاندلاع حرب طويلة وربما لن يحول دون حصول ايران في نهاية الامر علي أسلحة نووية خاصة أنه سيقود الي حالة من عدم الاستقرار والعواقب الأمنية التي لا يمكن توقعها في المنطقة وفي العالم. وأفاد التقرير أن العمل العسكري الأمريكي ضد ايران بدا غير مرجح ولكن قدرات اسرائيل قد زادت بحصولها علي طائرات هجومية بعيدة المدي من الولاياتالمتحدة مع تحسن أسطول طائرات التزويد بالوقود ونشر طائرات بدون طيار بعيدة المدي واحتمال توافر منشآت دعم واسناد في شمال شرق العراق وأذربيجان. وأفادت التقديرات الواردة في تقرير أوكسفورد بأن ايران قد تحتاج الي ما بين ثلاثة وسبعة أعوام لصنع ترسانة صغيرة من الاسلحة النووية اذا قررت صنع مثل هذه الاسلحة. ومن جهة أخري، شبه علي خامنئي قائد الثورة الايرانية أمس الأول أمريكا بأنها بلطجي عالمي يريد ابتزاز الجميع لكنه يشهد أوضاعا مضطربة يوما بعد آخر، مذكرا بإخفاقات أمريكا في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين. ودعا خامنئي المسئولين الإيرانيين إلي الاستعداد لمواجهة اي ظروف قد تواجهها البلاد، مؤكدا أنها ستخرج منتصرة من اي مواجهة محتملة. وعلي صعيد آخر، اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان بلاده تنتظر من ايران تقديم "توضيحات" حول برنامجها النووي المثير للجدل. وفي السياق نفسه، أعلن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا (5+1) مستعده للحوار مع ايران وتنتظر الرد الايراني بهذا الخصوص، موضحا أنه لم يتم الاتفاق علي موعد محدد لاستئناف المحادثات مع ايران. من جانبه، أبلغ الاتحاد الأوروبي ايران في خطاب بأنه يرحب باقتراح استئناف الحوار في سبتمبر القادم او نحو ذلك لكن اي محادثات لابد أن تركز علي برنامج ايران النووي. أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلوا التزام بلاده بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير بفرض حزمة رابعة من العقوبات علي إيران بسبب برنامجها النووي، علي الرغم من تصويتها ضد فرض هذه العقوبات.