رغم أن برنارد لويس، أستاذ دراسات الشرق الأوسط والمتخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب، المشهور براديكاليته كان حريصا علي الحيادية في كتابه «الإيمان والقوة» بين الأديان الثلاثة، إلا أنه انتقد موجات الهجرة الإسلامية لدول الغرب حيث اعتبرها الوسيلة الحديثة لنشر الإسلام، إلا أنه رفض الربط بين الإسلام والعمليات الانتحارية الإرهابية بتأكيده تحريم الإسلام للانتحار. يربط الكاتب بين الديانات الثلاث التي تضرب بجذورها في الشرق الأوسط والتي تتصل بشكل أيديولوجي وتاريخي ويرصد مواطن التشابه والاختلاف كما يربط بينها وبين السياسة والسلطة، ويقول لويس إنه عند ربطه السلطة بالدين، ابتعد عن مصطلح الدولة والكنيسة لأن ذلك المصطلح لا يناسب الحضارات الأخري، ويضيف أنه من المعتاد الحديث حاليا حول التقاليد المسيحية اليهودية، وهو الأمر الذي كان ممنوعا في السابق إلا أنه متاح في الوقت الحالي، فالمسيحية قد احتفظت بالعهد القديم وأضافت عليه وأصبح لديها العهد الجديد، وهو ما يفسر ذلك الكم الهائل من التفاصيل والتقاليد المشتركة. وبينما تقترب المسيحية من اليهودية في العهد القديم والجديد، ويختلف الإسلام بالقرآن، نجد أن الإسلام يقترب من اليهودية بشدة في بعض التقاليد مثل الطعام والختان، والتي يختلف فيها عن المسيحية، أما وجه التشابه بين المسيحية والإسلام لدي أتباع الديانتين فيكمن في اعتقاده بأنه محظوظ لأنه آخر من نزلت عليه الرسالة السماوية، وأن أي رسالة أخري بعده هي ادعاء باطل. وينقل المؤلف بعد ذلك تركيزه إلي الإسلام واليهودية، علي خلفية الصراع في منطقة الشرق الأوسط بين الدول الإسلامية وإسرائيل، ويقول إن الخلاف لو كان علي حجم إسرائيل فقد كان سيحل منذ سنوات إلا أن الخلاف الحقيقي هو خلاف عقائدي ووجودي بين اليهود والمسلمين. من جهة أخري يركز المؤلف علي فكرة الجهاد بالعمليات الانتحارية مؤكدا للغرب أن الانتحار محرم في الديانة الإسلامية بشكل صريح إلا أن من يقوم بمثل تلك العمليات لا يبدو أنه يفسر دينه علي نحو صحيح، فالدين الإسلامي يسمح بوجود الآخر ويحترم اختلاف الرأي. نقطة أخري يركز عليها الكاتب وهي قوانين الحرب، أو الجهاد المقدس في الإسلام، إذ يقول إن الشريعة الإسلامية تضع مبادئ وقواعد بشأن معاملة المدنيين ينبغي الالتزام بها في الحروب، إذ تحرم تعذيب الأسري وتفرض علي المحاربين عدم الإساءة للنساء والشيوخ والأطفال، ومفاجأة الكاتب علي حد تعبيره- هو أن الشريعة الإسلامية تحرم الحرب الكيميائية، فقد كانت الحرب الكيميائية معروفة منذ القدم، وكانت عن طريق تسميم مصادر المياه وتسميم الأسهم والسيوف، إلا أن الإسلام يرفض ذلك.