من المشاهد الحياتية اليومية، نجد هناك ما يصيبنا بالفزع، حيث إن الرابط والضابط الوحيد لإيقاع الحياة اليومية في أي مجتمع، هو تلك القوي غير المرئية والتي تتمثل «في هيبة الدولة»!! كأن مثلا لا يمكننا كسر إشارة مرور، بجانب تفادي مخالفة مالية، إلا أن هناك قانونًا يجب احترامه، وهذا القانون هو «الهيبة للدولة»، وتنفيذنا للقانون هو احترامنا «لهيبة الدولة» وتعكس المؤسسات الدستورية في الدولة، قدرة «هيبة الدولة»، فنحن نحترم مجالسنا النيابية لأنها تمثل السلطة التشريعية في بلادنا، وهذه أيضا «هيبة للدولة» نقف بشديد الاحترام أمامها. جهاز الشرطة ورجل المرور، وقسم البوليس والنقطة والكمين أيضا هم جميعا تمثيل «لهيبة الدولة» ويجب أيضا أن ننظر إلي كل هذه الأفرع من ذلك الجهاز بشديد من الاحترام لتوكيد «هيبة الدولة»!! السلطة القضائية في بلادنا علي رأس كل السلطات، فهي الحكم وهي الفاصل بين الحق والباطل، وهي المستقر الأخير لطمأنة الشعب وطمأنة أيضا المسئولين بل وطمأنة العالم كله المتعامل مع الوطن، بأن هناك أي في بلادنا قضاء حراً مستنيراً لا سلطان عليه من أحد سوي القانون والضمير للقاضي الجالس فوق المنصة!! فالسلطة القضائية هي «تاج» علي رأس الوطن وهي تمثل «الهيبة للدولة» - بل هي الهيبة الكبري. مؤسسة الرئاسة، وهي مؤسسة رئاسة الجمهورية وهي تمثل هيبة كبري أيضا للدولة وللشعب، فهذه المؤسسة يترأسها مباشرة رئيس الجمهورية وهي المتابع والفاصل بين السلطات، وهي الجهة المنوط بها ضبط إيقاع العمل التنفيذي في الحكومة، ومراجعة أجندتها وتقديم أفضل الاستشارات للرئيس وهذه المؤسسة تمثل «هيبة الدولة» الكبري. الحكومة المصرية - مجلس الوزراء، الوزارات المختلفة ووزرائها، ورؤساء هيئاتها ومرافقها، ومحافظيها في جميع محافظات الدولة، «هيبة كبري» للدولة، أيضا حيث الحكومة هي التي تحتك بالشعب وهي التي تستقبل ردود الأفعال وأيضا كالفنان علي المسرح، يستقبل فورا من الجمهور إما «ثناء» وتصفيقا وإما «لا مبالاة أو ملل» أو ترك المسرح والذهاب لحال السبيل. وبالتالي فالحكومة هي «هيبة الدولة» تحت الاحتكاك المباشر في الحياة اليومية، كل هذه العناصر بالإضافة إلي الأزهر الشريف الكاتدرائية في العباسية، المؤسستان الدينيتان للمصريين، هما التمثيل الأوقع «لهيبة الدولة». فإذا تناغمت هذه المؤسسات وعملت بضمير وبوعي وبمواهب طازجة لم تنته عمرها الافتراضي، سوف تعود «الهيبة للدولة» بقوتها المعهودة، وخاصة في المحروسة «مصر»!!