انصبّ اهتمام البروفيسور كلاوس فولكر، من جامعة إيسن (غرب) بالمانيا في الفترة الأخيرة علي المقارنة بين فوائد الرياضة الافتراضية ومقارنتها بالرياضة الحقيقية، واختار البروفيسور، المتخصص في الصحة الرياضية، 40 طالبا وطالبة من أكاديمية ايسن الرياضية ليجري التجارب عليهم. ووصف فولكر نتائج المقارنة بالقول إن الرياضة أمام الشاشة لا يمكن أن ترتقي إلي الرياضة الحقيقية ولا أن تعوض عنها. واختار الباحث المتطوعين من الجنسين بالتساوي، ومن فئة غير الممارسين للرياضة والمبتدئين علي رياضة الكومبيوتر، وقارن فولكر النتائج مع نتائج مجموعة أخري مماثلة مارسوا الرياضة الاعتيادية بنفس الشدة التي مارسها الفريق الأول (أمام الشاشة). ثم تباري أفراد المجموعتين في عدة سباقات، بينها الملاكمة والتنس والألعاب الرباعية التي ضمت الركض والسباحة بمسافات مختلفة، ويقول البروفيسور فولكر: إن أفراد مجموعة الرياضة الافتراضية لم يملكوا أي فرصة للفوز ضد ممارسي الرياضة الحقيقية. وعمل فريق الباحثين، المؤلف من 5 أفراد، في ذات الوقت علي قياس الكثير من المؤشرات الجسدية التي تمتد بين سرعة نبض القلب، ونسبة اللاكتوز في الدم، وسرعة التنفس... وقارنوا النتائج أيضا بين الطلاب من المجموعتين ثم قارنوا بينها حسب «مقياس بورج» المعروف عالميا في تقييم قدرات جهاز القلب والدورة الدموية وجهاز التنفس والقدرات الرياضية، فتوصلوا إلي أن النتائج المتوخاة من الرياضة الافتراضية لم ترتفع إلي المستوي المطلوب. وذكر فولكر أن رياضيي الكومبيوتر لم يصلوا إلي المستوي الذي يتطلبه التمرين وخصوصا في الملاكمة، وسأل الباحثون الطلاب عن رأيهم في ما حققوه من خلال الرياضة الافتراضية، فكانت الإجابات سلبية وتنطبق مع النتائج التي كشفت عنها معايير بورج. من ناحية أخري لاحظ الباحثون، والطلاب أيضا، أن أجهزة الاستشعار الإلكترونية التي تقيس نبض القلب والتنفس في أفضل الأجهزة الرياضية الكومبيوترية، تعطي إشارة الخطر قبل حينها وتدفع الرياضي لا شعوريا لتقليل سرعته وقوته، ويؤدي هذا بمرور الوقت إلي عرقلة تقدم الرياضي أو تباطؤ كفاءته الرياضية. وأعطي فولكر صورة طريفة عما يجري في أثناء التمرين علي الألعاب الرياضية الإلكترونية حينما قال: إن اللاعبين في الرياضة الافتراضية يتدربون معا ولكنهم لا ينافس بعضهم بعضا كما تتطلب المسابقات الرياضية. النتيجة حسب فولكر هي أن الرياضة الافتراضية تفيد الممارس العادي في تحسين حركته والخروج عن الحياة الراكدة، لكنها لن ترضي الرياضي الطموح ولا تعوضه عن الممارسة الحقيقية للرياضة. وينصح حتي موظفي المكاتب قليلي الحركة بممارسة الرياضة في الهواء الطلق عوضا عن ممارستها في الغرف أمام الشاشة، وواقع الحال أن الألعاب الرياضية الكومبيوترية أثبتت كفاءة في إعادة تأهيل المرضي وتحسين حالة المسنين وذاكرتهم ضد مرض الزهايمر، وفي تقوية عضلات المعوقين والمشلولين وما إلي ذلك، لكنها لا تصلح للتعويض عن ممارسة الرياضة الحقيقية. واستخدم الباحث كريستيان فون ديشنر، المختص بالتربية البدينة والاجتماعية، برامج «وي» الوقائية بنجاح لتحسين تركيز المسنين وتقوية عضلاتهم وتحسين حياتهم اليومية عموما، وبعد نجاحه مع المسنين في دار «باد روهام» صار فون ديشنر يقيم المسابقات بين المسنين من ممارسي الرياضة الافتراضية، من عدة دور للعجزة مرة كل ثلاثة أشهر. وجعل الباحث المسنين في «باد روهام» يمارسون الرياضة أمام الشاشة يوميا لمدة ساعة، ويقول إنه وجد «متحمسين»كثيرين للوقوف أمام الشاشة واللعب بتركيز بلعبة التنس وقيادة السيارات.