أشار الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلي أن أدب المدونات يطرح العديد من التساؤلات جميعها قضايا تتعلق بالديمقراطية الثقافية في المقام الأول، وأولها ديمقراطية النشر، لأن علينا أن نعترف بأن الأديب والكاتب المرموق حينما يريد النشر، إما أن يتجه للجهات الحكومية وينتظر دورا قد يمتد إلي سنوات، أو يتجه للنشر الخاص الذي في كثير من الأحيان سيدفع هو ثمن نشر كتابه ولن يحصل عليه، وفي أفضل الأحوال لو لم يتكفل بالنشر فلم يأخذ من مردوده المادي أي شيء، فالناشر المصري هو اسم لنوع من أنواع الثعابين الأكثر سُمية. وتابع مجاهد، خلال مؤتمر اليوم الواحد، الذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة في فرع ثقافة 6 أكتوبر التابع لإقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي، أن القضية الثانية التي تثيرها المدونات هي ديمقراطية الكتابة، وهي في المدونة تثير قضيتين، الأولي علي المستوي الإنشائي اللغوي والأخري علي المستوي التعبيري، فعندما نتعامل مع مدونة نتعامل مع صورة ثم أيقونة، ونحن إذا تعاملنا مع رموز لغوية فتأتي من خلال وسيط أيقوني يسمح لنا باستغلال الخصائص الجمالية للأيقونة بشكل لا يمكن أن يتم في الكتابة العادية. أما ديمقراطية التعبير فتأتي بمعني أن كل فرد يستطيع أن يدخل علي شبكة الإنترنت وأن يكتب مدونة، وهذه ميزة، ولكنها تثير تساؤلاً مهمًا، وهو أن هل كل ما يكتب في هذه المدونات يصلح لأن يسمي أدبا؟ وأجاب عن التساؤل الأخير حول ديمقراطية التلقي قائلا: عندما تدخل أي موقع إلكتروني ونقرأ مدونة فيمكننا علي الفور أن نسجل رأينا في هذه المدونة؛ إذا لم يعد الإبداع يأخذ خطا أفقيا واحدا من المبدع إلي المتلقي، كما أطلاق العنان للنقد، فمن يقرأ المدونة يقرأ التعليق عليها أيضا. وعد الدكتور سيد البحراوي مثقفي وأدباء السادس من أكتوبر بمكتبة أقلها ألف كتاب يحصلون عليها وقتما يشاءون، وأكد البحراوي خلال كلمته بالمؤتمر أن: الكتابة والتدوين الإلكتروني صار في العقد الأخير النمط الأكثر شيوعا، غير أن الأدب المكتوب إلكترونيا لايزال يثير العديد من الأسئلة المتعلقة بخصوصيته، فهل يختلف بطبعه عن الأدب الورقي؟ هل ينتج أشكالاً أو أنواعًا أدبية الجديدة؟ وهل يمكن أن ينافس الكتاب ويقضي عليه في المستقبل القريب أو البعيد؟ وهل يفيد هذا النمط الكتابة الأدبية أم يضرها؟ هذه الأسئلة تحتاج إلي باحثين جادين ومناقشين مهمومين حقا للتعمق في الحوار حولها من أجل وضوح أكثر للحقيقة لصالح الأجيال الحالية والقادمة. وقال الدكتور هيثم الحاج في الجلسة الثالثة بالمؤتمر: المدونة تعتبر تقنية أو وسيطًا لنشر أفكار أو نصوص أو أعمال إبداعية أو فكرية تعتمد علي اللغة أو الصورة، لكنها في الأساس تعبر عن ثقافة هامشية تحاول أن تبتعد عن الثقافية المركزية في المجتمع؛ ولذلك ستكون لكل عصر مدوناته الخاصة به، والمدونة لا توجه إلي قارئ أدبي بل إلي قارئ عادي، أقرب إلي قارئ الصحف القديم في فترة السبعينيات والثمانينيات، وبالتالي لابد أن يكتب صاحب المدونة بلغة سهلة وبسيطة لتوصيل الفكرة أو المعلومة أو الدعوة بشكل واضح كي تجد مردودًا عند المتلقين، ولذلك نجد اللغة أقرب إلي التسطيح.