الصحفي كلمة، والإعلامي كلمة، إذا نطقها بحق فلا ضير عليه بعدها .. هذا هو ملخص قصة الصحفية الأمريكية الشهيرة هيلين توماس، ذات الأصول اللبنانية، والتي تم إجبارها علي تقديم استقالتها الأسبوع الماضي من مجموعة «هيرست» الصحفية.. وكان سبب تقديمها لاستقالتها، وسبب الهجوم الكاسح الذي تعرضت له في الميديا الأمريكية هو أنها قالت كلمتها بصدق ، ولم يهمها بعد ذلك، أن ترحل أم تبقي.. سألها أحد الحاخامات اليهود: ما تعليقك علي دولة إسرائيل؟ فأجابت: علي اليهود أن يرحلوا عن فلسطين، وأن يعودوا إلي البلاد التي رحلوا عنها... منتهي الصدق من جانب هيلين، ومنتهي القسوة من جانب «بلد الحريات» الأمريكية.. لا يضر هيلين أن تجلس في بيتها.. فقد قالت كلمتها.. لا يضرها أن يتم إجبارها علي ترك العمل الصحفي والإعلامي الذي مارسته لأكثر من أربعين عاماً، ما دام العالم قد ازداد احترامه لها ، وزاد تقديره لها... لم تعد هيلين مجرد صحفية محترفة، ولكنها أصبحت رمزاً للمهنية الصادقة، وللاحتراف النبيل... لعبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته الشهيرة «الحسين ثائرا» قصيدة تعتبر درة القصائد العربية في مجال التعبير عن حرية الرأي ، وعن «فضل الكلمة وسموها».. ولا شيء يناسب الموقف أكثر من كلمات هذه القصيدة البديعة. تقول كلمات القصيدة التي جاءت علي لسان الحسين: الحسين: هل تعرف معني الكلمة؟... مفتاح الجنة في كلمة..... دخول النار علي كلمة و قضاء الله هو الكلمة .... الكلمة لو تعرف حرمة .... زاد مذخور الكلمة نور ...... وبعض الكلمات قبور بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها الجنس البشري الكلمة فرقان ما بين نبي و بغي... بالكلمة تنكشف الغمة الكلمة نور.. ودليل تتبعه الأمة عيسي ما كان سوي كلمة.... أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم.... الكلمة زلزلت الظالم الكلمة حصن الحرية.... إن الكلمة مسئولية إن الرجل هو الكلمة شرف الرجل هو الكلمة شرف الله هو الكلمة.