تصاعدت أزمة مياه الري بمحافظة المنيا بعد تعرض آلاف الافدنة بمناطق غرب العدوة وسمالوط وبني مزار ومطاي وديرمواس وملوي للبوار بسبب تعطل محطات رفع المياه وانتشار الحشائش وورد النيل في الترع وإنشاء سحارات كبيرة من جانب كبار المزارعين مما ادي الي عدم وصول مياه الري الي الزراعات في الوقت الذي اكتفي فيه مسئولو الري بدور المتفرج. وقد رصدت تقارير الرأي العام التي ترسل شهريا للأمانة العامة للحزب الوطني معاناة مزارعي المنيا من نقص مياه الري وتم اثارتها خلال المؤتمر الأخير لامانة الحزب بالمحافظة. صالح عثمان "مزارع" يقول انه يمتلك قطعة أرض صغيرة تعد مصدر رزق اسرته مشيراً الي انه لم يجد المياه عندما جاء ميعاد ري ارضه بعد أن قام بزراعتها بالقمح مما ادي الي تلف المحصول. ويؤكد عبدالصمد خالد عضو مجلس محلي المحافظة ان محطات رفع مياه الري معطلة بصفة دائمة فضلا عن انعدام المياه بنهايات الترع والمساقي وتوقف محطة مياه شارونة التي افتتحها وزير الري منذ فترة قليلة بعد الكشف عن عدم مطابقتها للمواصفات الفنية وكذلك تعطل محطة مياه جزيرة بني مهدي بمركز المنيا مما ادي الي تعرض آلاف الافدنة للعطش وكبد صغار المزارعين خسائر فادحة. وأوضح "خالد" انه تم تشكيل لجنة لمعاينة موقع المحطتين كشفت ان المحطة الاولي التي تم افتتاحها في 18 اغسطس الماضي بتكلفه 14 مليون جنيه اصيبت بالاعطال بسبب بعدها عن مجري نهر النيل بأكثر من 50 متراً فضلا عن ارتفاع منسوب المأخذ عن مستوي النهر بنحو 150 سنتيمتراً وعدم الالتزام بالرسم الهندسي في انشاء المحطة بجانب عدم عمل فلتر خارج المأخذ لترسيب طمي النهر امام المحطة ووجود تصدعات وشروخ في المبني. واضاف العضو ان اللجنة كشفت ايضا ان محطة المياه القديمة لا تكفي لري زمام شارونة التي تصل مساحته الي 6 آلاف فدان خاصة وانها تعمل بربع طاقتها وتحتاج الي احلال وتجديد لسد عجز توقف محطة المياه الجديدة مشيراً الي ان المجلس طالب بإنشاء وحدات رفع علي النيل لتغذية نهاية افرع بني محمد سلطان والجزيرة وبني احمد لتحسين حالة الري بنهايات الترع. ويلفت جمال الدين المصري عضو المجلس الي ضرورة تحويل محطات الري التي تعمل بالديزل الي العمل بنظام الكهرباء موضحاً أن المحطات التي تم إنشاؤها بمركزي ملوي وديرمواس بها اخطاء فنية ولا تعمل بسبب تلف بطارياتها. واوضح ان التقرير اوصي بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لتعديل العيوب الفنية بمحطة مياه شارونة قبل استلامها بصورة نهائية ومعالجة الشروخ في الكمرات والحوائط الارضية والانتهاء من تنفيذ مغذيات لنهايات الترع والفروع والبوابات بما يضمن وصول المياه للزراعات وسرعة انشاء المحطات الارتوازية التي يصل عددها الي 24 محطة مع ضرورة تكاتف الجمعيات الزراعية مع الري لتحديد المنتفعين من الابار. ويؤكد بهاء الشافعي أمين الحزب الوطني بمركز مطاي أن معظم الاراضي الزراعية غرب المركز تروي من مياه مصرف أبوعيسي في قري ابوان و الكوادي وبني عمار و نزلة أسعد و سيلة الشرقية انتهاءً بقرية أم الساس ببني مزار مرجعاً سبب نقص مياه الري الي قيام بعض المزارعين من ملاك الأراضي بإنشاء سحارات أكبر من السحارات القائمة تسحب المياه إلي أراضيهم و تحرم بقية الاراضي من مناوبة الري. وأضاف "الشافعي" أن قري تبدأ بني عمار هي الاكثر تضرراً من الازمة بسبب اقامة العديد من السحارات بها مما ادي الي حرمان الاراضي من المياه وهلاك المحاصيل.