يكتب من روما بيرلسكونى: مبارك يتمتع بالنشاط والحيوية والروح المرحة 1 بأسلوبه العفوى المعروف رد الرئيس مبارك على سؤال لأحد الصحفيين الإيطاليين قائلاً:«الله وحده هو الذى يعلم من سيخلفنى فى الحكم».. فى عبارة تعكس الضيق والملل من تكرار هذا السؤال. كان الرئيس قد قدم شرحًا مطولاً لرئيس الوزراء الإيطالى بيرلسكونى حول استقرار الأوضاع فى مصر، ووجود آليات دستورية وقانونية لانتقال السلطة فى انتخابات تعكس إرادة الناخب المصرى. جاءت توضيحات الرئيس تعقيبًا على ما ذكره بيرلسكونى فى الاجتماع المغلق، بأن حكومته تتمتع بالاستقرار فى إيطاليا بعد أن كان متوسط عمر الحكومات 11شهرًا.. جاءت هذه التصريحات على لسان السفير سليمان عواد. 2 «إنه واحد من أهم الشخصيات التاريخية المعاصرة»،«يشرفنى دائماً بصداقته»، «إنه لقاء بين أصدقاء»، «وجدت فخامة الرئيس كما ترونه يتمتع بالنشاط والحيوية وروح الدعابة الجميلة التى تميزه»، «صورة للتاريخ مع الرئيس». الجمل السابقة انطلقت بحب وعفوية على لسان رئيس الوزراء الإيطالى بيرلسكونى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس، وتم خلاله التوقيع على 17 اتفاقية بين البلدين تغطى مختلف أوجه النشاط الاقتصادى والاستثمارى. بيرلسكونى تحدث أيضًا عن دور مبارك فى عملية السلام وأنه يحظى بتقدير واحترام كل زعماء العالم، وهو القادر على دفع جهود التسوية السلمية فى منطقة الشرق الأوسط، وعبر عن سعادته بعودة الرئيس لمباشرة نشاطه بعد الشفاء. 3 المؤتمر الصحفى الذى عقد بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإيطالى بيرلسكونى بعد ظهر أمس كان بمثابة شهادة على التعاون الممتاز بين البلدين، حيث تسهم هذه الاتفاقات فى دعم وتطوير قدرات الاقتصاد المصرى. بيرلسكونى أكد أن الاقتصاد المصرى استطاع أن يحقق معدلات تنمية استثنائية وذلك بشهادة مؤسسات التمويل الدولية، ولم يتأثر كثيراً بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. الاتفاقات التى تم توقيعها تغطى مجالات النقل والطاقة، وتطوير وتحديث هيئة البريد المصرية بالاستفادة من خبرات البريد الإيطالى الذى يتبوأ السيادة فى العالم . 4 من المشروعات العملاقة بين البلدين افتتاح أول خط بحرى سريع بين الإسكندرية والبندقية يقطع الرحلة فى أقل من 70 ساعة، ويفتح بوابة واسعة لدخول الصادرات المصرية إلى أوروبا. أكثر من 2 مليون سائح إيطالى زاروا مصر فى السنة الأخيرة، وتهتم إيطاليا بزيادة أعداد سائحيها فى إطار الاتفاقات التى تم إبرامها بين الجانبين. من المشروعات الواعدة أيضاً إنشاء الجامعة الإيطالية للتعليم الفنى فى مصر، وسيمضى العمل فيها طوال ال24 ساعة فى اليوم، وطلب الرئيس مبارك افتتاح الدراسة فيها فى غضون 7 سنوات. 5 مبارك وبيرلسكونى..علاقة طويلة ممتدة، وتشعر أن رئيس الوزراء الإيطالى يحمل كل معانى التقدير والاحترام للرئيس مبارك، ويظهر ذلك فى حفاوة الاستقبال ودفء اللقاء وكلمات الترحيب المتبادلة. التفاهم مع دولة صديقة مثل إيطاليا يختصر المسافات ويقرب وجهات النظر، ويجعل التفاهم هو عنوان القمة..خصوصًا فى القضية الرئيسية التى تشغل اهتمام الدولتين..القضية الفلسطينية. تطرقت المباحثات إلى ضرورة حث الفلسطينيين وإسرائيل على التغلب على الخلافات القائمة، ودفع المباحثات غير المباشرة إلى الأمام، لفتح الطريق أمام المباحثات المباشرة التى تعيد الأمل فى إحياء السلام. 6 صحيح أن إيطاليا من أكثر الدول الأوروبية تعاطفاً مع إسرائيل وتأييداً لمواقفها، ولكن هذا لا يمنع من أن نستغل صداقتها لإسرائيل لصالح التسوية السلمية، وتشجيع الطرفين على التفاوض. إيطاليا إحدى الدول الأوروبية الأربع الكبرى، بجانب ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والحصول على دعمها للحقوق العربية والفلسطينية يساعد كثيراً فى الحصول على دعم وتأييد الاتحاد الأوروبى. الدول الأوروبية تؤيد قيام الدولة الفلسطينية، على الرغم من التحفظات الكبيرة التى تثيرها بشأن دور حماس فى التسوية السلمية، وتصنيفها كإحدى الجماعات الإرهابية التى تهدد أمن واستقرار إسرائيل. 7 الرئيس مبارك يطرح رؤية مصر بشأن السلام، ويستمع إليه بيرلسكونى بكل الاهتمام والجدية، للاستفادة من خبراته الواسعة وتجربته الطويلة فى التعامل مع هذا الملف الشائك. إيطاليا تدرك جيداً أن السلام لن يتحقق فى المنطقة دون مصر ودورها الداعم لمختلف الأطراف، فهى الدولة التى يمكن أن تكون وسيطاً شريفاً بين مختلف الأطراف، ويثق الجميع فى دورها. استمع بيرلسكونى أيضاً إلى شرح وافٍ من الرئيس للقضايا الساخنة الأخرى.. الوضع فى العراق والسودان والصومال وأفغانستان، بجانب الملف النووى الإيرانى الذى يشغل اهتمام الغرب. 8 «فيلا ماداما» أو المقر الرسمى لمجلس الوزراء الإيطالى، عبارة عن قلعة قديمة يتم الوصول إليها عبر طريق جبلى صاعد، محاط بالأشجار والغابات من الجانبين فى شكل يوحى بالروعة والجمال. التجهيزات داخل المبنى عادية وبسيطة، ولكنها تشع بالنظافة والبساطة، وتحافظ على طبيعتها دون أن تتدخل يد البشر لتغتال التاريخ، وتستبدله بعلب الأسمنت والسيراميك والقيشانى. المركز الصحفى مثلاً صالة كبيرة عادية، ولكن سقفها على شكل قلعة من الحجارة التى تم دهانها بلون أبيض، فتضفى على المكان إحساساً بالقدم والتاريخ. 9 زيارة الرئيس لإيطاليا جاءت تتويجًا لعلاقات مستقرة ومستمرة خصوصًا فى السنوات الثلاث الأخيرة، وتعكس رغبة الإيطاليين فى دعم هذه العلاقات فى السنوات المقبلة. بيرلسكونى قال للرئيس: إن أحدث استفتاء للرأى بين الإيطاليين أكد أن مصر هى الدولة المفضلة للأستثمارات الإيطالية، وأن فرصة مصر كبيرة فى جذب استثمارات أجنبية ضخمة. E-Mail : [email protected]