بعد انتهاء ضجة الانتخابات البريطانية وما أفرزته من نتائج تاريخية، تشهد بريطانيا سباقاًَ جديداً علي زعامة حزب العمال البريطاني الخاسر الوحيد في معركة الانتخابات في أعقاب تشكيل حكومة ائتلافية بين المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار بزعامة ديفيد كاميرون. وقد تحول التنافس في حزب العمال، الذي احتكر السلطة في بريطانيا علي مدي 13 عاماً، إلي معركة عائلية بعد ان أعلن إيد ميليباند (40 عاماً) الشقيق الأصغر لوزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند (44 عاماً) عزمه ترشيح نفسه لزعامة الحزب ضد شقيقه ديفيد الذي يعد المرشح الأوفر حظاً لخلافة براون. وكشفت صحيفة التايمز اللندنية أن إيد ميليباند الذي كان يشغل وزير الطاقة في حكومة توني بلير سيرشح نفسه لمنافسة ديفيد علي رئاسة الحزب. وأكدت مصادر صحفية أن إيد ابلغ اعضاء في حزب العمال في منطقته دنكستر شمال انجلترا عن اعتزامه ترشيح نفسه، مشيرة إلي أنه أكد علي اتفاقه مع شقيقه علي أن الحزب بحاجة الي اكبر عدد ممكن من الخيارات لاستعادة شعبيته والاتصال مجدداً بالناخبين. ورغم أن الشقيقين ميليباند علي علاقة وثيقة ببعضهما البعض إلا أن السياسة تفرقهما، حيث يؤمن ديفيد بمبادئ الجناح اليميني في الحزب وكان من المقربين من توني بلير رئيس الوزراء الأسبق وعمل مستشاراً سياسياً له في الثمانينيات بينما كان إيد مقرباً لجوردون براون. يذكر أنه تم ترشيح ديفيد لقيادة الحزب يوم الأربعاء الماضي وحصل علي دعم كبار الشخصيات في الحزب مثل وزير الداخلية السابق آلن جونسون. كما يتوقع ان يدخل في سباق رئاسة حزب العمال أيضا ايد بولز وزير التعليم السابق. وأكدت تقارير إعلامية أنه توجد انقسامات داخل صفوف الحزب علي الموعد النهائي لاختيار خليفة لبراون، اذ يطالب بعض من الأعضاء البارزين أن يتم ذلك خلال شهرين علي الأكثر إلا ان البعض الآخر يحث علي التمهل إلي مؤتمر الحزب المقرر عقده في مانشيستر سبتمبر المقبل. علي صعيد آخر انتقدت لين فيذرستون الوزيرة داخل وزارة الداخلية والمعنية بشئون المساواة بالحكومة البريطانية الجديدة وهي من الحزب الليبرالي الديمقراطي نقص عدد النساء في هذه الحكومة، وكانت الحكومة الائتلافية الجديدة التي يشترك فيها حزبا المحافظين والليبراليين الديمقراطيين برئاسة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين قد ضمت أربع نساء في الائتلاف علي رأسهن تيريسا ماي وزيرة الداخلية. كما دافع نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني الجديد زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار عن قراره رفض تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب العمال بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، قائلا: "إنه كان سيصبح ائتلافا غير شرعي وغير قابل للتطبيق".