يدور خلاف كبير حول تفسير ما إذا كانت ثورة التكنولوجيا النووية التي اصبحت محط اهتمام معظم دول الخليج والشمال الافريقي يدفعها التطلع إلي كل ما هو جديد لاسيما في مجال العلم أم أن هذه الثورة مدفوعة بالخوف من الضعف والوهن أمام دولتين في المنطقة إحداهما وهي إسرائيل أعلنت صراحة عن امتلاك سلاح نووي والأخري وهي إيران لا تعرف بعد نواياها الحقيقة. أيا ما كان.. فإن دول الخليج والشمال الأفريقي لديها الحق تماما في التخوف من التهور الإسرائيلي المحتمل وأيضا من النوايا الإيرانية الخفية كما لها الحق في امتلاك الطاقة النووية علي أساس أن البترول لن يستمر إلي الأبد فضلا عن أن تنويع مصادر الطاقة وعدم الاعتماد علي منتج واحد أمر مرغوب فيه، إضافة إلي أن المعرفة والتقنية الحديثة في حد ذاتها شيء تسعي إليه كل دولة لديها طموحات تنموية تقدمية. وسواء كانت دول المنطقة تسعي إلي امتلاك طاقة نووية لردع إسرائيل وإيران أو كان السبب هو التقدم التكنولوجي وتنوع الطاقة فإنه لا محالة سترجع أطراف كثيرة الهدف إلي امتلاك السلاح النووي الذي يتم إنتاجه في وقت يسير إذا ما توفرت الطاقة النووية واستخدمت في الأغراض السلمية، وهذه النغمة سائدة منذ وقت طويل ضد أي دولة عربية تحاول امتلاك هذه الطاقة للحيلولة دون توصلها إلي طاقة بديلة ومن ثم تزدهر وتتقدم وتودع المنطقة النامية وهو ما لا تريده الدول الكبري علي الإطلاق. وبغض النظر عن سعي دول في المنطقة إلي امتلاك طاقة نووية لتحولها إذا ما ارادت إلي سلاح نووي من عدمه فالأعمال بالنيات ولكل أمرئ ما نوي، ولكن الدول في المنطقة لا تشعر بالأمان إذا ما وجدت بينها دولتين مثل إسرائيل وإيران وبصفتي عالما في هذا المجال أعلم جيدا أن المعرفة التي توصلنا بطرق معينة إلي امتلاك طاقة نووية هي نفس المعرفة التي توصلنا بطرق شبيهة إلي امتلاك سلاح نووي والفاصل بينهما وهمي، ولا أعلن سرا عندما أقول إن أسهل سلاح يمكن تصميمه هو القنبلة النووية.