أدهشني كثيراً الخبر الذي قرأته بالصفحة الأخيرة ل «روز اليوسف» اليومية حول ما أوصي به المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الإسماعيلية خلال إحدي جلساته الطارئة بتغيير اسم طريق عمارة - نسبة إلي د. عبد المنعم عمارة - السياحي بالبلاجات.. تضامناً من المجلس مع اللواء عبد الجليل الفخراني (محافظ الإسماعيلية الحالي) ضد عبد المنعم عمارة (محافظ الإسماعيلية الأسبق)الذي هاجم أوجه القصور داخل المحافظة بإحدي الصحف الخاصة. وقد قامت جريدة "المصري اليوم" يوم السبت الماضي بنشر خبر تغيير الاسم إلي (طريق مبارك السياحي). ثم قامت جريدة "الأهرام" يوم الأحد الماضي بنشر خبر يؤكد تغيير الاسم إلي طريق الفريق عبد رب النبي حافظ. وما سبق، يدعو للتساؤل: - كيف يسمح أعضاء المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الإسماعيلية لأنفسهم بالدخول في مثل تلك المهاترات من خلال الانحياز الشخصي للمحافظ الحالي ضد المحافظ السابق.. رغم أن مسئولياتهم بالدرجة الأولي هي متابعة أداء المحافظ وليس الدفاع عنه بالوكالة لدرجة تغيير اسم شارع لمجرد الاختلاف مع السيد المحافظ؟. وإقحام اسم رئيس الجمهورية في المشكلة حسبما نشرت "المصري اليوم". - لماذا لم يلجأ المجلس الشعبي المحلي لأسلوب متحضر في الاختلاف مع المحافظ السابق من خلال إصدار بيان مقتضب لتوضيح الأمور بشكل معلوماتي صحيح بدون تحويل الاختلاف لمسألة شخصية بين محافظ سابق وآخر حالي أو بدون الانحياز للحالي ضد السابق مجاملة وتودداً و.... ؟. - هل توجد حاجة ملحة لأن يعقد المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الإسماعيلية جلسة طارئة لتغيير اسم الشارع الذي يحمل اسم المحافظ السبق؟، وتري، كم جلسة طارئة عقدها المجلس الشعبي المحلي المذكور لمناقشة قضايا المواطنين ومشكلاتهم اليومية أم أنها خارج نطاق الاختصاص؟. - ما حدود النقد الموضوعي في هذا السياق الذي يسمح بالتعديل والتطوير الحقيقي بدون اختزال المشكلات بشكل شخصي.. خاصة أن هناك ظاهرة قد أصبحت مكررة علينا ومنتشرة إعلامياً هذه الأيام من خلال قيام البعض من مسئولينا سواء كانوا وزراء أو قيادات حكومية ممن يحملون لقب (سابقاً أو الأسبق) بتوجيه نقد لاذع للجهاز الإداري والحكومي للدولة من خلال خبرته التي لم يستغلها حينما كان في منصبه لتغيير ما ينتقده الآن بعد أن ترك مهامه. وهو الموقف غير المبرر لهم.. خاصة عندما يتحول الأمر لخلاف وهجوم شخصي محدد؟ - ويترتب علي ما سبق، أن مثل تلك التصرفات من البعض يمكن أن يتم تفسيرها بمنطقين. أولهما إبراء ذمته من السلبيات أو التجاوزات التي تحدث الآن في المكان الذي كان يديره في يوم من الأيام، وربما تكون تلك السلبيات هي نتاج سياساته وقراراته. وثانيهما رسم صورة الخبير الوطني الذي يستهدف المصلحة الوطنية من خلال التقرب من المعارضة و(مغازلة) الجرائد الخاصة والقنوات الفضائية. أتمني أن يقوم محافظ الإسماعيلية بتوجيه خطاب شكر للمجلس الشعبي المحلي لمحافظة الإسماعيلية علي اهتمامهم مع حفظ طلب تغيير اسم الشارع ورفض الاقتراح لأسباب موضوعية لا علاقة لها بشخص المحافظ السابق.