أفاد مسئولون محليون أمس الأول أن معارك دامية دارت بين الجيش الشعبي لتحرير الجنوب ومسلحين الجمعة في جنوب السودان في منطقة محاذية لإقليم دارفور المضطرب. وقال كول ديم كول المتحدث باسم الجيش الشعبي «متمردون جنوبيون سابقون» المهيمن علي ولايات الجنوب المتمتعة بحكم شبه ذاتي، لوكالة فرانس برس إن «كتيبة من 120 جنديا من الجيش الشعبي تعرضت مساء الجمعة لهجوم شنه مسلحون يرتدون زي القوات المسلحة الشمالية ومجهزون بعتاد ثقيل». وأوضح كول أن المعارك دارت في منطقة راجا في ولاية غرب بحر الغزال المحاذية لولاية جنوب دارفور غرب السودان التي تشهد نزاعا مسلحا. وأشار كول إلي سقوط 55 قتيلاً علي الأقل وأصابة 58 بجروح. وأفادت بعض المصادر أن المعارك دارت بين مسلحين من قبيلة الرزيقات العربية وموطنها دارفور والتي تبحث عن الماء والكلأ لمواشيها بالقرب من بحر العرب في جنوب السودان، خلال ترحالها الموسمي. في المقابل نفي الجيش السوداني تورط عناصره في معارك مع قوات الجنوب وقال الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني لفرانس برس «لسنا طرفا في هذه المعارك عندما تصدر مثل هذه المزاعم عن أحد شريكي اتفاق السلام الشامل «بين الشمال والجنوب» ينبغي أن تحال إلي مجلس الدفاع المشترك». وقال نائب والي غرب بحر الغزال عمر جمعة لفرانس برس من جانبه إن معارك بين الجيش الشعبي ومسلحين أسفرت عن سقوط قتلي في الجانبين، لكنه لم يحدد هوية «المسلحين» أو عدد القتلي. يأتي ذلك في وقت أرجع فيه المستشار الإعلامي للمفوضية السودانية للانتخابات أبوبكر وزيري تأخر الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت مؤخرا في البلاد إلي بعض الأسباب التقنية. وقال وزيري - في تصريح خاص لراديو «سوا» الأمريكي - أمس «في بعض الولايات في الجنوب تأخر الفرز لأسباب تقنية وقد تم حل المشكلات وكل المراكز تقريبا علي وشك الانتهاء من جمع النتائج وقد يكون اليوم «الاثنين» هو موعد ظهور النتائج. بدوره، أكد الفريق عبدالكريم الطيب المتحدث الرسمي باسم الشرطة السودانية أنه لا يملك أي مؤشرات تدعو إلي القلق، مؤكدا أن الحالة الأمنية هادئة تماما ولا يوجد ما يخل بالأمن العام مشيرا إلي أن الشرطة علي أتم الاستعدادات لمواجهة أي أعمال للعنف تصاحب الإعلان عن النتائج. وكان الهادي محمد أحمد رئيس اللجنة الفنية في المفوضية القومية للانتخابات قد أكد أن فوز الرئيس السوداني عمر حسن البشير بات مؤكدا. من ناحية أخري أعلن الجيش الوطني التشادي أنه «طرد» السبت عناصر من الجبهة الشعبية للنهضة الوطنية أثناء معارك في شرق تشاد. وأعلن ضابط في الجيش الوطني التشادي رافضا الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس «أن الجيش شن هجوما علي بلدة فور جهنمي الواقعة قرب الحدود بين تشاد والسودان وأنه تم طرد المتمردين وتدمير سياراتهم مشيرا إلي أن عمليات التمشيط مستمرة». وأضاف المصدر نفسه: يضع عناصر الجبهة الشعبية للنهضة الوطنية ألغاما علي مختلف الطرقات التي تسلكها قواتنا ما يؤدي إلي سقوط ضحايا، بريئة أحيانا، (من غير العسكريين)، وقرر الجيش تنظيف المنطقة. وكان الكولونيل أدوم يعقوب رئيس الجبهة الشعبية للنهضة الوطنية أعلن في اتصال أجرته معه وكالة فرانس برس من الخرطوم أن هناك خسائر بشرية في الجانبين، والجبهة الشعبية للنهضة الوطنية هي حركة التمرد الوحيدة المتواجدة حاليا في تشاد حيث تتمركز باقي حركات التمرد الرئيسية في السودان. ومنذ بداية أبريل، التقي وفد من الحكومة التشادية برئاسة الوسيط عبدالرحمن موسي ممثلين عن التمرد لبدء أول مفاوضات منذ 2007 بين الجانبين، ومن المقرر أن يعقد لقاء آخر في النصف الأول من مايو. وقال يعقوب «لم نشارك في هذه المفاوضات»، مؤكدا أن حركته متمركزة في تشاد وليس في السودان. وتأتي المحادثات الأولية بين المتمردين التشاديين المتمركزين في الخرطوم والحكومة التشادية بعد تحسن العلاقات بين الخرطوم ونجامينا، وأعيد الأسبوع الماضي فتح الحدود البرية بين تشاد والسودان والتي ظلت مغلقة منذ 2003 ما أتاح الحركة بين مدن أدريه في شرق تشاد والجنينة في غرب دارفور.