الفن التشكيلي وحقوق الإنسان وجهان لعملة واحدة تلك هي الفكرة التي تحاول الفنانة الشابة ندي عبدالله تحقيقها علي أرض الواقع، فلقد تعاملت مع موهبة الرسم بشكل مختلف ووظفتها لتفيد الآخرين في خدمة المجتمع المدني كما نجحت في خلق علاقة ما بين الفن وحقوق الإنسان. ندي لم تتجاوز الخامسة والعشرين عاما لكنها تمتلك من الأفكار ما يتعدي سنوات عمرها، فأثناء دراستها بكلية التربية الفنية بدأت تخطط في ممارسة الأنشطة الاجتماعية فشعرت بأهمية المشاركة في خدمة المجتمع واتخذت أولي خطواتها في استغلال موهبتها ودراستها بشكل إيجابي حيث انضمت إلي مؤسسة «هي» للمرأة إلي جانب عضويتها في جمعية «المرأة الجديدة». انطلقت ندي في العمل كمدربة فن تشكيلي للأطفال المعنفين حيث ساعدتها دراستها بكلية التربية علي التعامل مع هذه الفئة العمرية والتدريب علي كيفية التواصل معهم بأسلوب صحيح، هذا إلي جانب مشاركتها في عدد من المعارض من أهمها إعداد المعرض الفني الأول لحقوق الإنسان والمعرض الخامس لجماعة «محبة فن» الذي أقيم بدار الأوبرا المصرية. ساعدها شغفها وتطلعها للتعرف بشكل أكبر علي مجالات مختلفة للحصول علي دبلومة في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية العام الماضي، وهو ما زاد من حماسها في الدفاع عن حقوق الآخرين والتعبير عنهم علي طريقتها الخاصة، فعندما تشاهد لوحاتها وتتمعن فيها ستجد أنها تعبر عن الواقع والمجتمع، لا سيما كل ما يخص المرأة المصرية وهذا ما ظهر في معرضها الفردي الأخير الذي أقيم بنقابة الصحفيين ولاقي استحسان الحضور من السيدات والرجال أيضا. تمتلك ندي وجها آخر من الإبداع فهي تعبر عما يدور بداخلها مستخدمة الورقة والقلم، فلقد عشقت القراءة والكتابة من خلال والدتها د. عفاف السيد القاصة والروائية وهذا شجعها كثيرا علي تنمية موهبتها وإخراج ما بداخلها من إبداع حتي أنها في مرحلة الإعداد لكتابة مجموعة قصصية تعبر عن الكثير من المشاعر الإنسانية، علاوة علي أنها ستسعي للمشاركة في مسابقة صالون الشباب هذا العام حتي تستفيد وتكتسب خبرات مختلفة.