علي مدار عدة أسابيع ماضية، استطاع الداعية السعودي محمد العريفي تقديم نموذج واضح لظاهرة "دعاة الفضائيات"، بكل ما تحمله من خصائص بداية من البحث عن الاثارة في امر قضايا هي ابعد ما يكون عن ذلك لطبيعتها الدينية، وحتي "الخفة" وعدم المسئولية في التعامل مع الفتاوي والتصريحات، بما يخرج بها عن اطارها السليم لتصبح سببا في الفتنة بدلا من اخمادها. ما ان قاربت الضجة التي اثارها العريفي من خلال الهجوم الحاد الذي شنه علي المرجع الشيعي العراقي البارز، علي السيستاني، ما أثار ردود أفعال عراقية غاضبة، وصلت إلي حد توجيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، انتقادات للعريفي، حتي اخذ الداعية السعودي يبحث عن قضية اخري يثير بها مزيدا من الجدل حوله،للرغبة الجامحة لديه في البقاء دائما تحت الأضواء الاعلامية بأي ثمن، فكان ان هدته فطنته إلي الاعلان خلال حديثه الأخير في برنامج "ضع بصمتك"، الذي يقدمه علي قناة اقرأ، نيته في تصوير إحدي حلقات برنامجه من داخل مدينة القدسالمحتلة، في الأسبوع التالي، مؤكداً أن «فلسطين لها حق علي المسلمين». ولم يكتف العريفي باثارة هذا الجدل وهو يعلم يقينا انه سيتسبب في تهييج الراي العام في الشارع وفي اوساط النخب الدينية ضده، بل انه تقمص دور مقدمي البرامج الفنية ويعد المشاهدين بمفاجآت في الحلقات المقبلة من البرنامج، «تتضمن زيارات لأماكن، وعمل تقارير من المؤكد أنها ستدهشهم». العريفي لم يوضح طريقة حصوله علي تأشيرة الدخول الإسرائيلية لكي يصل إلي القدس، ولا الجهة التي منحتها له، وبعد ان شنت الصحف السعودية هجوما حادا ومتوقعا عليه، نفي العريفي أن يكون فكر في دخول مدينة القدسالمحتلة، منحيا باللائمة في ذلك علي اليهود والمشاهدين الذين "فهموا كلامه بشكل خاطئ". وقال ان اللغط دار بشأن عبارته التي قال فيها "أعد المشاهدين بأني سأصور من القدس بطريقة معينة"، مشيرا إلي أن فريق عمل البرنامج وضع خطة مسبقة للتصوير من أقرب نقطة في الأردن يمكن للمشاهد فيها أن يري القدس.