ورقة تساوي حياة، ربما اختصرت هذه الجملة رحلة عذاب قد تمتد سنوات لآلاف المصريين الباحثين عن إثبات شخصياتهم الحقيقية في سجلات القيد الرسمية. وأمام دار المحفوظات بالقلعة يأتي المئات من كل أنحاء مصر يوميا، يجمعهم هدف واحد هو تصحيح أخطاء في أسمائهم أو أسماء أجدادهم أو آبائهم وأمهاتهم، «روزليوسف» التقت عددا منهم فماذا قالوا؟ داخل دار المحفوظات قابلنا محمد أبوالعلا الذي جاء من محافظة المنيا لدار المحفوظات لتصحيح بيانات اسم جدته ببطاقة الرقم القومي، حيث فوجئ عند تقسيم ميراثها الذي يحتاج إلي استخراج بعض المستندات الرسمية بوجود خطأ في الاسم الثالث لها، وعندما ذهب للسجل المدني لإعادة التصحيح واستخراج بطاقة أخري فوجئ بأنه لا توجد بيانات أخري سوي المدون من قبل ولم يجد وسيلة أخري سوي الذهاب لدار المحفوظات وخوض الإجراءات العادية، وهي 12 خطوة حتي يتمكن من تصحيح الاسم. محمد يؤكد أن هذه الإجراءات صعبة وتستغرق وقتا طويلا واضطر للحضور من المنيا للقاهرة أكثر من مرة، ولن تختلف المشكلة كثيرا بالنسبة ل(ميلاد فتحي) الذي قدم من طنطا في البحث عن شهادة وفاة والدته، أوضح أنه يتردد علي دار المحفوظات منذ ثلاثة شهور وبحث في جميع سجلات الوفيات ولم يجدها حتي الآن، ولا يعرف كيف يحصل علي هذا المستخرج؟ حسام محمد فاروق من محافظة سوهاج 52 عاما يعمل نجارا يقول: اكتشفت عندما قمت باستخراج شهادة ميلاد مدون بها في خانة الديانة أني مسيحي، ولم أجد أمامي سوي دار المحفوظات لأقوم بتصحيح ذلك ولكن للأسف وجدت أن ذلك مدون بالفعل بالسجلات المحفوظة لافتا إلي أنه يحتاج حاليا إلي صورة من شهادة الميلاد، والتي لم يجدها أيضا. ويضيف: أعمل نجار مسلح ولم يكن لي احتياج للأوراق ولكني الآن أبحث عن معاش، وفوجئت بهذا الخطأ الذي يحتاج لإجراءات طويلة ومعقدة لتصحيحه.