غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واشنطن صباح أمس بعد زيارة وصفت بأنها فاشلة حيث لم يتمكن الجانبان الإسرائيلي والأمريكي من التوصل إلي تفاهمات حول مختلف القضايا السياسية الرئيسية وفي مقدمتها أعمال البناء في القدسالشرقية. وكان مستشارو كل من نتانياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أجروا الليلة قبل الماضية اتصالات مكثفة سعيا للتوصل إلي توافق وصياغة بيان مشترك تمهيدا لاطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين دون جدوي. كما التقي جورج ميتشل المبعوث الأمريكي لعملية السلام نتانياهو في مقر إقامته بواشنطن لبحث الموضوع ذاته إلا أن جميع هذه الجهود باءت بالفشل. وفي الإطار ذاته كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية أمس عن مطالب قالت إن أوباما حددها لنتانياهو للموافقة عليها وذكرت الصحيفة نقلا عن جهات وصفتها بالاطلاع علي المشاورات التي اجراها نتانياهو مع مساعديه بواشنطن أن أوباما حدد لنتانياهو (13) مطلبا بهدف اتخاذ خطوات لبناء الثقة تجاه الجانب الفلسطيني لاقناعه بالجلوس إلي طاولة المفاوضات وأن أمريكا وسيط نزيه. ومن بين تلك المطالب «حسب يديعوت» التعهد باستمرار تجميد المستوطنات إلي ما بعد فترة الأشهر العشرة التي حددتها الحكومة الإسرائيلية علي أن تضمن الأجهزة التي أقامها نتانياهو للإشراف علي منع البناء في منطقة القدس بعدم البناء في الأحياء الفلسطينية في القدسالشرقية. كما تتضمن المطالب الأمريكية أن تقوم إسرائيل بنقل جميع المناطق في الضفة الغربية والتي كانت تخضع لسيطرة الفلسطينيين حتي سبتمبر عام (2000) والتي استولت إسرائيل عليها خلال الانتفاضة الثانية إلي مسئولية السلطة الفلسطينية الكاملة وذكرت «يديعوت احرونوت» أن باقي المطالب الأمريكية من نتانياهو تتعلق باتخاذ سلسلة بوادر حسن النية تجاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من بينها الإفراج عن مئات من السجناء الأمبنين علي أن تكون هذه البوادر أحادية الجانب من إسرائيل دون تلقي أي بادرة حسنة النية من الطرف الفلسطيني. ومن جانبه صرح نتانياهو قبل مغادرته واشنطن أمس أن تقدما قد أحرز في المباحثات مع الجانب الأمريكي وأنه تمكن من إيجاد الطريق الذهبي من احتياجات إسرائيل الأمنية وبين المطالب الأمريكية المتعلقة ببعض القضايا السياسية الرئيسية وفي مقدمتها أعمال البناء في القدس. وفي المقابل أكد المتحدث باسم البيت الأبيض أنه مازالت هناك خلافات بين الجانبين بشأن البناء بالقدس، كما أكد مسئولون أمريكيون أن المباحثات التي اجراها نتانياهو مع ميتشل بواشنطن لم تنه التوتر القائم خلال الفترة الماضية كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تخوفات سادت الوفد الإسرائيلي في واشنطن من إقدام الإدارة الأمريكية علي خطوات تصعيدية ضد إسرائيل تتعلق بمجالات التكنولوجيا والمساعدات والرقابة علي المعلومات ونقلت الإذاعة عن مصادر شاركت في المحادثات أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز المح إلي ذلك. علي صعيد آخر نفت الرئاسة الفلسطينية أمس تقارير إسرائيلية ذكرت إصابة الرئيس محمود عباس بأزمة قلبية إثر تلقيه تهديدات من وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود بارك. وقال نمر حماد المستشار السياسي لعباس، في تصريح للوكالة الفلسطينية «وفا» إن القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي اختلقت قصة لا أساس لها.