يعكف العلماء الآن علي تطوير تقنيات خزن المعلومات بأبعاد ثلاثية فيما تسمي بتقنية "الهولوجراف" ، خلافاً لتقنية أشباه الموصلات التي تستعمل مساحة ثنائية الأبعاد . كما أنه بالإمكان دمج العديد من الهولوجرافات في نفس الحجم مما يتيح خلق أبعاد جديدة للسعة التخزينية ، وزمن الوصول للبيانات . "تقنية الهولوجراف": وفكرة الهولوجراف لم يتم تطبيقها عمليا إلا بعد اكتشاف الليزر لأنها تحتاج إلي شعاع ضوئي وحيد اللون مستقطب ومترابط زمانيا ومكانيا ( Ciherent) وهي الخصائص التي يتمتع بها شعاع الليزر . فباستخدام ليزري ذي طول موجي 500 نانوميتر يمكن تخزين نحو تيرابايت من المعلومات في السنتيمتر الواحد ! وتتم معالجة كل صفحة من البيانات في التخزين الهولوغرافي بواسطة كاشف ضوئي مرة واحدة .أي أن معلومات الصفحة تنتقل جميعها في اللحظة نفسها وليس بعملية توالي البيانات . ولهذا فإن سرعة تداول البيانات ستكون أكبر ، ويمكن في هذه الحالة مثلا معالجة جيجابيت في الثانية الواحدة ، أي أسرع بمائة مرة من قراءة البيانات المخزنة علي الأقراص المدمجة الحالية . الأسطوانة العجيبة : ويشير الباحثون إلي أن الوسيلة الوحيدة لتطوير أسطوانة الليزر تمثلت في تغيير عدد طبقات الألومنيوم في كل جانب ، فالتخزين في اسطوانة DVD تخزين حجمي ، والبيانات تخزن من خلال حجم المادة التسجيلية وليس علي السطح كما هو الحال في اسطوانة الليزر ، ولهذه الأسباب جري ابتكار الاسطوانة الفلورسنتية متعددة الطبقات(الاسطوانة العجيبة) Flurscent Multi - Later Didc التي تستخدم تقنية الفلورة في أدائها ،فعندما يسقط ضوء ذو طول موجي معين علي مادة فلورسنتية تصدر ضوءا ذا طول موجي أكبر بتردد منخفض ويمكن استخدام وجود أو غياب الصبغة الفلورسنتية في الطبقة التخزينية علي اسطوانة معينة لتخزين البيانات الثنائية،وبتسليط عدسة ليزر علي الاسطوانة وفحص الأجزاء التي تشع ضوءا بالتردد الفلورسنتي يمكن قراءة البيانات المخزنة في مثل هذه الطبقة . وهكذا يمكن وضع عدد كبير من طبقات التخزين في اسطوانة واحدة وقراءة البيانات عليها بالتركيز علي طبقة معينة بعكس التسجيل الانعكاسي في أسطوانة الليزر حيث لا تنخفض قوة الأشعة الصادرة كلما مر الضوء خلال الطبقات الوسيطة وأمكن صناعة أسطوانات تحتوي علي مائة طبقة تخزينية . تخزين بلاحدود : خبراء المعلوماتية واثقون من أنه باستخدام هذا العدد من الطبقات التخزينية (مائة طبقة) واستخدام الشعاع الأزرق لتلقي حجم التركيز يمكن إنتاج إسطوانة تصل قدرتها التخزينية إلي واحد تيرابايت (ألف جيجابايت) ويخطط الآن لإنتاج اسطوانة تحتوي علي 10 طبقات تخزينية فقط كباكورة إنتاج وسعتها التخزينية تصل إلي 140 جيجابايت ، تستخدم تقنية الفلورسنتية متعددة الطبقات في تصنيع جهاز تخزيني في حجم بطاقة الائتمان ، وميزة القرص الصلب أنه لن يحتوي علي أجزاء متحركة مثل اسطوانات الليزر أو DVD الحالية ، ويطلق علي الجهاز التخزيني الجديد اسم كلير كارد Clear Card ويستخدم بدلا من عدسة القراءة عدستين للقراءة ويطلق عليهما اسم Charge - CCD Coupled Device ) . وقد تم فعلا إنتاج نموذج يستطيع تخزين حتي واحد تيرابايت وسرعة نقل البيانات فيه تساوي واحد جيجابايت في الثانية ، علي الرغم من أن الأسطوانة الفلورسنتية متعددة الطبقات متطورة عن اسطوانة الليزر وعن اسطوانة DVD بمراحل عديدة لكنها تفتقر إلي ذاكرة التخزين الحجمية الكاملة Full Volumetric Memory ? فعلي الرغم من قراءة البيانات من مائة طبقة فوق بعضها البعض ، لا تزال الاسطوانة الفلورسنتية متعددة الطبقات مسطحة بشكل أساسي ، وإذا استطاعت هذه الاسطوانة تطبيق وسط تخزين ذي عمق كبير ستزداد سعتها التخزينية مرات عدة . ومع هذا التسارع يتوقع العلماء أن تصل سعة الخزن في العام 2012 إلي نحو تيرابايت . وبمعني عملي سيصبح بإمكان قرص واحد بقدرة خزن مماثلة حفظ مجموعة كتب " مكتبة الكونجرس " البالغة نحو 24 مليون مجلد علي خمس القرص المدمج فقط . وهذا بعيداً سيمكن جمع المعرفة الإنسانية جميعها وخزنها علي قرص مدمج واحد . وأن الغد لناظره قريب .