في خطابه إلي العالم الإسلامي من القاهرة.. وضع الرئيس الأمريكي مجموعة من المبادئ التي ستحدد السياسات الأمريكية في العديد من الملفات العالمية في إطار إعادة تحسين الصورة الأمريكية في العالم والتي أفسدتها تماما سياسات رئيس الشر بوش الابن. وفي هذا السياق جاءت القضية الفلسطينية علي رأس الملفات التي أعلن عنها الرئيس أوباما كمدخل حقيقي لاستعادة أمريكا علاقاتها الطبيعية مع الشعوب العربية من جانب.. والشعوب الإسلامية من جانب آخر. أولا: بالدفع في طريق استرداد الحق العربي في الأراضي الفلسطينية المحتلةوالقدس.. وثانيا: العالم الإسلامي في استرداد المقدسات الإسلامية في الاراضي الفلسطينية المحتلةوالقدس. وكلها ترتبط مباشرة بمدي النوايا الإسرائيلية تجاه تأدية استحقاقات عملية السلام.. وقدرة الولاياتالمتحدة كشريك رئيسي في عملية السلام.. علي دفع إسرائيل للقيام بالتزامتها تجاه مفاوضات الحل النهائي وقيام الدولة الفلسطينية متصلة الاطراف وعاصمتها القدسالشرقية. وفي الأسابيع الاخيرة.. ومنذ أعلنت اسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلي التراث اليهودي واستقبلت نائب الرئيس الامريكي بالإعلان عن بناء 1600 وحدة استيطانية بعد الموافقة العربية علي مفاوضات غير مباشرة لمدة أربعة أشهر.. وأخيرا افتتاح كنيس لا يبتعد سوي عشرات الامتار عن المسجد الاقصي. أصبحت مبادئ الرئيس أوباما وادارته بل نواياه أيضا.. محل الاختبار من الشعوب العربية والاسلامية.. فإما أن تتحقق علي الارض وتتوقف الممارسات الإسرائيلية الاستيطانية غير المشروعة التي تبلع الارض الفلسطينية وتهضمها قبل بدء أية مفاوضات. وإما أن تمضي إسرائيل قدما في سياستها المقوضة لكل أمل في سلام يعم علي المنطقة.. عندما ينزل الرئيس أوباما والإدارة الامريكية علي الإرادة الاسرائيلية كما حدث مع عدة ادارات ورؤساء أمريكيين سابقين.. فلا تساوي مبادئ الرئيس أوباما قيمة الحبر الذي كتب به خطابه إلي العالم العربي والإسلامي من القاهرة.. فتتأكد الشعوب العربية والإسلامية أن الولاياتالمتحدة غير قابلة للتغيير حتي ولو بهدف الحفاظ علي مصالحها وتنقية صورتها. ومن ثم فإن إدارة الرئيس أوباما تتعرض لاختبار لا بديل عن النجاح فيه. [email protected]