كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    حلقات ذكر وإطعام، المئات من أتباع الطرق الصوفية يحتفلون برجبية السيد البدوي بطنطا (فيديو)    ارتفاع سعر الفراخ البيضاء وتراجع كرتونة البيض (أحمر وأبيض) بالأسواق الجمعة 26 أبريل 2024    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    بقيمة 6 مليارات .. حزمة أسلحة أمريكية جديدة لأوكرانيا    حزب الله اللبناني يعلن تدمير آليتين إسرائيليتين في كمين تلال كفرشوبا    حركة "غير ملتزم" تنضم إلى المحتجين على حرب غزة في جامعة ميشيجان    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على جدول مواعيد عمل محاكم مجلس الدولة    عبقرينو اتحبس | استولى على 23 حساب فيس بوك.. تفاصيل    رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة: «تحقق الحلم»    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    بث مباشر لحفل أنغام في احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية بعيد تحرير سيناء    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيئة الزعماء الأربعة
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 08 - 03 - 2010

نعود إلي هيكل الذي يكمل قائلا : "... العالم العربي كله كان موضع اهتمام العالم وأهم من اهتمامه موضع احترام العالم لكننا وصلنا بعد ثلاثين سنة فإذا بنا في مكان مختلف تماما طيب أيه ده أيه اللي حصل كيف فاتتنا هذه اللحظة الفارقة في التاريخ؟ إحنا ديه أنا عاوز أتكلم فيها وأتكلم فيها بلا حساسية لأني باعتقد أنه مسألة مهمة جدا اللي جري أنه وقتها باعتقد إن إحنا أجرينا حسابات صحيحة وبعضها كان خاطئ.. "(نص هيكل ).
لقد وجدنا هيكل يصف حرب اكتوبر 1973 ب"المعجزة "، وأن العرب اصبحوا موضع اهتمام العالم واحترامه له، ولكن سنجد بعد قليل الأسباب الواهية وغير الذكية التي يسجلها هيكل ضد من كانوا سببا في تردي العرب بعد معجزتهم، ومن ذا الذي كان وراء وصولنا إلي مكان مختلف بعد ثلاثين سنة 1973- 2003؟
وماذا حصل كيف تفوتنا اللحظة الفارقة في التاريخ؟ لقد تعودنا أن نسمع من هيكل ادانات شخصية لا تفسيرات موضوعية، ونقلات ذاتية من دون أي تعليلات تاريخية، وأن يحشر نفسه دوما في الموضوع الذي يتكلم عنه، فضلا عن ضيق افق لا ينم عن بعد نظر أبدا.. إنه يدخل الموضوع، وفي باله أن يقول شيئا ضد فلان وعلان وفلتان.. ويبقي يهشم في هذا، وينال من ذاك من دون أن يري ما الذي يكمن وراء أحداث التاريخ؟ وما الذي يحرّك ظواهره الصعبة؟
وما مدي تأثير العالم علي منطقتنا ودولنا؟ كيف تتكلم بلا حساسية، وقد عرفناك أن دخلت الموضوع بالذات لكي تقول ما تشاء ضد زعماء معينين دون آخرين.. وإذا كنت قد جعلتها مسألة مهمة، فانني أعتقد أنها من التفاهة بمكان كونك خلطت بين السياسة الداخلية للبلدان وسياساتها الخارجية.. وانك هذا البعض الخاطئ الذي صنعت منه سبباً لما وصلنا إليه بعد ثلاثين سنة.. يعد بعضا تافها ازاء ما كان من اسباب حقيقية علي امتداد ثلاثين سنة !
خطيئة الزعماء الأربعة
تقول : "مين كان موجود علي القمة في الشرق الأوسط في هذه اللحظة؟ كان موجود ثلاثة ملوك ورئيس جمهورية هم بالدرجة الأولي المهمين؛ الثلاثة ملوك هم شاه إيران محمد رضا بهلوي، ملك المغرب الملك حسن الثاني، ملك السعودية الملك فيصل والرئيس أنور السادات والأربعة كانوا علي نحو ما الثلاثة الملوك الأوليين من الأول الحقيقة يعني من قبل الرئيس السادات كان عندهم رأي في المنطقة هم من الأول كانوا منحازين للأمريكان....
الرجالة الثلاثة دول أنا لا أتهم أحد الملوك الثلاثة لا أتهم أحداً بشيء لكنه ببساطة هؤلاء الناس وصلوا لاستنتاجات أنا من مرجعيتي وقد يثبت تاريخيا أنها مش بعيدة قوي عن الصواب قد بأقول قد إنه هم عملوا غلطة الغلطة فين الغلطة إنهم هم فيه حاجات كانوا فيها صح هم شافوا نهاية الحرب الباردة وهذا مضبوط صحيح والحرب الباردة كانت مقربة فعلا علي نهايتها وشافوا أن الاتحاد السوفيتي خسر هذه الحرب الباردة وكانوا علي حق صحيح وشافوا أن الأمريكان هم المنتصرون في هذا وده علي حق برضه كان الاستنتاج كان معقول ما عنديش خلاف معهم لكنه ما رتبوه هؤلاء الرجال علي هذه الحقائق الصحيحة من وجهة نظرهم ومن مرجعيتهم في اعتقادي كان غلط لأنهم واصلوا الحرب الباردة بعد انتهاء الحرب الباردة،...، في اعتقادي أن الملوك الثلاثة دول عملوا أيه؟ خلصت الحرب الباردة.. لكن.. واصلوا سياستهم في الحرب الباردة بعد انتهاء الحرب الباردة.. " ( نص هيكل ).
الآن وقف هيكل ليختار ثلاثة ملوك ورئيس جمهورية ويجدهم قد ارتكبوا غلطة كبري ! ولا أدري ما علاقة الملك الحسن الثاني وهو علي بعد 5000 ميل بالشرق الاوسط؟ هل كانوا لوحدهم منحازين للأمريكان؟ ما هي غلطة الغلطة التي ارتكبوها؟ متي شافوا الاتحاد السوفيتي خسر الحرب الباردة؟ وهل كانت نتائج الحرب الباردة لمنتصر أو مهزوم؟ ما هذا التفكير الساذج؟ إن الوفاق لا يعتبر هزيمة للسوفييت. أو الصين أمام أمريكا ! ومهما كانت نتائج الحرب الباردة، فهل انتهت سياسات السوفييت في العالم؟ وهل جمّدت الاحزاب الشيوعية في العالم كله؟ وهل الغت اتفاقياتها مع الدول الصديقة لها؟ الأمريكان أصبح لهم استراتيجيتهم إزاء العالم الذي لم يصبح بيديها بعد. طيب لماذا اخترت ملوكاً ثلاثة ورئيس مصر السادات من دون أن تذكر آخرين مثل رئيسي سوريا والعراق وكانا يرتبطان بعلاقات متميزة مع السوفييت؟ ولماذا لم تذكر الملك حسين في الأردن؟ هل سكوتك عن كل من سوريا والعراق والأردن.. أي عن رئيسين وملك يعني إ ن هؤلاء الثلاثة قد شعروا بانتصار أمريكي علي السوفييت؟ وأسألك: كيف واصل ملوكك الثلاثة والرئيس معهم سياستهم في الحرب الباردة بعد انتهاء الحرب الباردة؟ هل انتهي حلف وارسو علي يد الحلف الاطلسي؟ لقد بقي تأثير السوفييت قويا في العالم.. وبقيت الأحزاب الشيوعية كما هي في المنطقة.
الشاه محمد رضا بهلوي : الملالي دول كلهم شيوعيين !
دعونا نري ما حجم الاخطاء التي وقع فيها هيكل، وهو يدخل في موضوع لا يستطيع الخروج منه. يقول مستطردا: " إزاي؟... وأنا فاكر إنه شاه إيران حتي وأنا بأشوفه سنة 1975 وبقوله أنا كنت بأموت في قم وأنا شايف قال لي الشيوخ دول كلهم شيوعيين أوعي يغرك العمامة السوداء اللي هم لابسينها أنكش أي واحد فيهم شيل القشرة الخارجية هتلاقي جوه شيوعي شيل قشرة.. أنا مكنتش أعرف الخميني وقتها لسه ما شفت الخميني بس كنت سمعت عنه لكن بدا لي إنه الكلام علي آيات الله في قم باعتبارهم شيوعيين.. " ( نص هيكل ).
إنني لا أعتقد أبدا أن شاه إيران يقول مثل هذا الكلام، فهو يفصل حقا بين تفكير ملالي إيران والساسة الشيوعيين وحتي الماركسيين أمثال تودة وغيرهم.. ومن المستحيل أن يصور هؤلاء الذين دعمهم منذ البداية سواء في مدارس قم، أم في بازارات طهران والمدن الأخري بشيوعيين حمر ! إنه يدرك تماما كيفية الفصل الأيديولوجي بين حزب تودة مثلا وبين الوطنيين الليبراليين من جهة ثانية، ويفصل أيضا بين الشيوعيين الايرانيين وبين ملالي ايران.. !
الملك فيصل آل السعود : صديق الشيوعيين !
أما عن الملك فيصل فيكتب قائلا:... أظن أن الملك فيصل عمل شيئاً مشابها، الملك فيصل عمره ما كان عنده عداء ضد الشيوعيين الملك فيصل وهو وزير خارجية سنة 1927 راح تفاوض مع مولوتوف في وقت ستالين علشان ياخد صفقة قمح يخدوا هدية قمح من الاتحاد السوفيتي سنة 1926 - 1927 وستالين في ذلك الوقت إداهم مائة ألف طن قمح فمحدش يقول لي إلحاد محدش يقول لي والله إحنا عندنا عداء مع الاتحاد السوفيتي لأن الاتحاد السوفيتي ملحد ونحن مؤمنين بالله موحدين يا أخي طيب ما أنت رحت له من بدري وهذه المهمة اللي أنت عملتها عنده في موسكو سنة 1926 أو 1927 هي المهمة اللي عملتك عند أبوك تستحق أن تُثبَّت كوزير خارجية وفعلا كانت بداية تجربة هائلة للملك فيصل لكنه في عدائه أو في خلافه مع عبد الناصر لم يستطع.. " ( نص هيكل ).
دعني احاججك يا هيكل، فمثل هذا الكلام المطلق علي عواهنه، لا يستقيم أبدا مع الحقائق التاريخية مطلقا :
أولا : إن الملك فيصل آل سعود من امهر الساسة العرب الذين وجدوا في القرن العشرين، وهو يفرّق، أو كما تعلّم منذ صغره بين المصالح وبين السياسات.. بين ما يؤمن به وبين ما موجود من أيديولوجيات. لقد كان فيصل من ألّد اعداء الشيوعية العالمية، وكان له موقفه أيضا من الاحزاب الشيوعية العربية.
ثانيا: إن كان قد زار الاتحاد السوفييتي أو موسكو ضمن جولة أوروبية، فليس معني ذلك أنه قد اصبح مؤيدا للالحاد والشيوعية العالمية. أجدك يا هيكل تخلط الأمور والأوراق. فهل كان عبدالناصر شيوعيا عندما وثّق علاقاته مع الاتحاد السوفييتي؟ فضلا عن الذي غاب عنك، أو غيبّته ولم تذكره، ذلك أن الاتحاد السوفييتي هو من الدول الاولي التي اعترفت بكيان المملكة العربية السعودية.
ثالثا: لم يكن فيصل آل سعود وزير خارجية سعودي عام 1927، هذا خطأ تاريخي قاتل، ولم يزر موسكو ويتفاوض مع مولوتوف في هذا العام. بل إنه تقلد منصب وزير الخارجية في عام 1932 بالإضافة إلي كونه رئيساً لمجلس الشوري، وقد ظل وزيراً للخارجية حتي وفاته بعام 1975، باستثناء فترة قصيرة.
رابعا : متي اخذ فيصل آل سعود صفقة قمح هدية قمح من الاتحاد السوفيتي سنة 1926 - 1927، وهنا تصر علي الخطأ ! وهل ستالين في ذلك الوقت إداهم مائة ألف طن قمح؟ ما هذه الفرية الجديدة؟ ربما كان ذلك، لكنني لم اجده في كل المصادر التي اطلعت عليها، فهل بامكان حضرة هيكل أن يسجل المصدر الذي أخذ منه هذه المعلومة؟ مائة ألف طن قمح للسعودية من ستالين عام 1926؟ أيعقل هذا الكلام؟
خامسا: أطلب منك يا هيكل الرجوع إلي كل المصادر والمراجع المعنية بهذا الموضوع، وليتأكد منه كل القراء الكرام، فإن هيكل يفتري علي الناس. واطلب منه أن يراجع حساباته ومعلوماته بالرجوع إلي دراسة فيتالي ناؤومكين رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والسياسية موسكو الموسومة " فيصل في روسيا " والتي شارك بها في ندوة العلاقات السعودية الروسية، والمؤرخة في موسكو 23 أكتوبر 2002. وراجع أيضا: أبوبكر يوسف، " مثلث المستحيل في العلاقات السعودية الروسية، مجلة المجلة، العدد 1231، 14-2003/9/20 م ص10.، ص 10 .
سادسا :يخبرنا فيتالي ناؤومكين وغيره من الخبراء أن زيارة الأمير فيصل آل سعود لروسيا كانت في العام 1932 عقب تأسيس المملكة العربية السعودية واعتراف الكرملين بها وبالملك عبد العزيز آل سعود في 6 فبراير 1926، وبدء إقامة علاقات دبلوماسية بين الطرفين. وكانت روسيا ذكية في سياستها إزاء السعوديين، فلقد اختارت لهم سفيرا مسلما من كازاخستان هو نزير توريا كولوف، ولما كان مسلما بين كل السفراء المسيحيين فقد كان محظوظا في زيارة الأماكن المقدسة وتأسيس اقوي الروابط مع العائلة المالكة.
سابعا: أما بشأن زيارة فيصل آل سعود لموسكو في مايو 1932، فقد كان حين ذاك نائبا عن الملك، وكانت الدعوة موجهة إليه من رئيس مجلس السوفييت الاعلي ميخائيل كالينين، وهو الشخص الثاني في القيادة السوفيتية. وعدت تلك الزيارة لأول زعيم عربي إلي روسيا وقت ذاك. لقد كان ذلك قبل أن يتأسس التعاون الامريكي السعودي في هدف مشترك يقوم علي معاداة الخطر الشيوعي في العالمين العربي والاسلامي.
كان علي هيكل أن يدرك هذه الجزئيات التاريخية التي تحدد له ما يقول، أو تمنعه علي الاقل من اطلاق الكلام علي عواهنه.. وكأنه يريد دخول المعركة من دون اي اسلحة. وكان عليه أن يدرك أن العلاقات الدولية مع السوفييت قبل الحرب العالمية الثانية، هي غيرها بعد الحرب، اذ كانت روسيا السوفيتية منفتحة علي بلدان عدة.. وكان الغازي مصطفي كمال أتاتورك قد أسس علاقات وطيدة مع روسيا بعد تأسيسه للجمهورية التركية، وبلغت علاقاته الاقتصادية معها درجة مثلي.. ولكن السوفييت بدأوا عهدا جديدا من العلاقات الدولية بعد الحرب الثانية، إذ وقفت ازاءهم قوة الأمريكان الكبري.. وقد عرفنا أن الحرب الباردة بدأت في العام 1947.
الملك الحسن الثاني عنده معركة مع الاتحاد السوفيتي !
يلتفت هيكل بكل خبطته وخلطته إلي الملك الحسن الثاني هذه المرة، فيقول : " خلصت الحرب الباردة وجمال عبد الناصر اختفي وخلاص مش موجود الدنيا متغيرة لكن استمر الاتحاد السوفيتي يمثل له السند للخصم الذي رآه ذات يوم، الملك الحسن استمر يري في المهدي بن بركة اللي كان أستاذه وبعدين علمه الرياضيات وإلي آخره لكن استمر يري إنه.. ما هو لا يمكن أن يكون مهدي بن بركة هو اللي ممكن حرض عليه كل الناس اللي عملوا دول كلهم ضده واللي عملوا انقلابات واللي هددوه في حياته واللي عاوزين يغتالوه في الطيارات إلي آخره ده الاتحاد السوفيتي اختفي بن بركة لكن الملك الحسن عنده معركة مع الاتحاد السوفيتي أو مع الشيوعية أو مع البلشفية طيب.. ( نص هيكل ).
هنا يحلو الكلام أيضا مع شخص يظن أن العالم يستمع اليه، ويدرك ما يقول، بل ويؤمن بكل ما يقول به، فاذا به لا يدرك ابسط الاشياء.. دعوني أسأله : من قال لك إن الحرب الباردة خلصت؟ وما علاقة جمال عبد الناصر بالموضوع. وسواء اختفي ام كان موجودا.. ما علاقة الحرب الباردة باختفائه أو وجوده؟ كيف تغيرت الدنيا يا هيكل؟ وما معالم تغّيرها؟ من اين اتيت بهذا الكلام كله؟ انني واثق أنه من جيبك من دون أن تتحرّي لما هو ثابت في علوم السياسة الدولية بجامعات العالم قاطبة ! ما علاقة ما ذكرت من معلومات حيث ذهبت بعيدا لتشرح عن المهدي بن بركة وعلاقته بالحسن الثاني؟ صحيح أن الملك الحسن الثاني كانت له مواقفه المعروفة من الشيوعية العالمية.. ولكن أسألك يا هيكل : هل قام الملك الحسن الثاني باعدام السيد علي يعته وهو اكبر رأس شيوعي مغربي؟ لماذا لم تقارن مع العراق مثلا، وحصد الشيوعيين علي ايدي البعثيين؟ اذا لم تكن هناك علاقات وطيدة بين دولة عربية والاتحاد السوفيتي معني ذلك انها تبقي في معرض الاتهام؟ ويجمع كل الذين تدارسوا الحرب الباردة، انها بقيت موجودة حتي الايام الاخيرة من حياة الاتحاد السوفيتي.. وكم كشف عن جواسيس من هذا الطرف أو ذاك ضد الآخر علي امتداد السبعينيات والثمانينيات ! إن موقفك السلبي من الملك الحسن الثاني لا يحتّم عليك أن تثير قضية المهدي بن بركة وانت تتحدث في موضوع آخر بعد أن كنت قد طعنت طويلا في سيرة الحسن الثاني إثر وفاته كما انتقدتك علي ذلك انتقادا مريرا في كتابي السابق ( تفكيك هيكل ) .
وأخيرا : جعلتهم ارتكبوا أخطاء شنيعة !
يتابع هيكل قائلا : " خلصت الحرب الباردة يا جماعة لكن هم لا يزالوا يحاربوا نفس المعارك هنا حصل نوع من التداخل في الصور راحت الصور المحلية وجت محلها الصور الدولية وهذا أنا بأعتقد إنه التفسير الوحيد لخطأ استراتيجي ومنهج استراتيجي مشيوا فيه ملوك المنطقة وسايرهم بعض رؤسائها عن اقتناع الحرب الباردة خلصت أنت جاي تحارب الحرب الباردة بعد انتهائها، إحنا بعد سنة 1974 بأعتقد إنه من الأخطاء الشنيعة اللي عملناها إن إحنا دخلنا نحارب في الحرب الباردة بعد أن انتهت الحرب الباردة.. " ( نص هيكل ).
اردت يا هيكل أن تخلط الاوراق، وتتهم الزعماء الاربعة بهكذا خطيئة، ولكنك فشلت.. فالحرب الباردة لم تخلص يا جماعة.. وأن الجماعة لم ترتكب أي خطأ استراتيجي.. وأن اتهامك لمنهجهم انهم اعتقدوا الحرب الباردة موجودة، فقد كانوا علي صواب، وانت الذي علي خطأ.. واطلب منك أن تعترف بخطئك بعد أن تقرأ كل من كتب في هذا الموضوع، وأن لم تستطع أن تصل إلي كتبهم، فانني استطيع أن ارشدك اليه ! حتي تسحب كل كلامك الذي لا معني له ابدا.. انت تنتقد اربعة زعماء ثبت للعالم انهم كانوا يتمتعون بمهارات عالية سواء قبلنا نمط حكمهم ام عارضناهم. لقد كانوا اذكي منك يا هيكل وانهم لم يرتكبوا اخطاء شنيعة كما وصفتها باتهامهم تهمة ساذجة كونهم دخلوا في الحرب الباردة بعد أن انتهت الحرب الباردة.. والحرب الباردة لم تنته الا بسقوط الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية. وآخر ما اود نصحك به بالرغم من عمرك المديد، فانك لم تدرك إلي حد الآن سياسات الكرملين، فالسوفييت قد يضحون بأحزاب شيوعية كاملة من اجل مصالحهم.. لقد كانوا يقيمون علاقات قوية وراسخة جدا مع دول كانت تقمع الشيوعيين، بل انهم كانوا يعقدون معاهدات مع انظمة حكم اضطهدت الشيوعيين ! وثمة تجارب فاضحة وواضحة عليك أن تدركها من خلال قراءة التاريخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.