سيدخل العالم الافتراضي الرحب أحد مشافي مدينة برنو، ثاني أكبر المدن التشيكية، وذلك من خلال إقامة "مشفي افتراضي"، لتدريب الأطباء والممرضات فيه علي العمل الطبي بشكل أفضل وحل المشاكل التي يمكن أن تواجههم علي أرض الواقع. وعلي خلاف المستشفيات الأخري، فان المرضي لن يكونوا من البشر وإنما من الإنسان الآلي (الروبوت)، كما أن الأجهزة ستقوم بعملية تحليل مستمرة لكل الخطوات التي يقومون بها، وستعلمهم كيفية تحسين الأداء والأخطاء التي ترتكب أثناء العمليات الجراحية أو التحدث إلي المرضي. يشبه مدير المشفي بيتر كوشكا، المشروع بغرفة قيادة الطائرة علي الأرض التي يتدرب فيها الطيارون ليس فقط علي قيادة الطائرة، وإنما أيضا علي كيفية حل الأوضاع المتأزمة التي يمكن أن تواجههم أثناء الإقلاع أو التحليق أو الهبوط. وأشار كوشكا إلي أن أغلب نفقات تمويل المشروع والبالغة 700 مليون كورون (36.8 مليون دولار أمريكي) ستتم من قبل الاتحاد الأوروبي، وان هذا المشفي سيكون له فرع آخر يقام في إحدي المدن الأوروبية الأخري. وأوضح أن المشفي الجامعي في برنو حصل علي رخصة لبناء المركز من المشفي الأمريكي الشهير مايو كلينك، الذي يعد من أهم المشافي في العالم ويشغل مثل هذا المركز في إطاره منذ عام 2006. وسيتدرب الأطباء والممرضات علي إجراء مختلف العمليات الجراحية ومختلف الأوضاع التي قد تواجههم في قسم العناية المشددة وسيارات الإسعاف، كما سيتمكنون من تجريب التشخصيات الجديدة للأمراض وتجريب الطرق الحديثة في العلاج. وسيكون المركز مزودا بكاميرات تسجل كل مجري العمليات الجراحية ثم تقوم الأجهزة الالكترونية الموجودة بتحليل خطوات الأطباء وتنبيههم إلي الأخطاء التي ارتكبوها وردود الفعل التي كانت ستحدث لدي المرضي لو أنهم كانوا بشرا. كما سيشمل التعليم تدريب الأطباء والممرضات علي كيفية التواصل مع المرضي ومع عائلاتهم، أما المدرب فسيكون إنسانا آليا يجيد التحدث.