تقول المؤلفة أن ماري كوري (1867- 1934) كانت نادرة كوحيد القرن في مجال العلم، "كانت مدام كوري ملهمتي، ومثل أي ملهمة أخري فإنك لا تدري بالضبط سبب كل هذا التقديس"، هكذا تري باربارا جولد سميث صاحبة كتاب "هوس العبقرية.. الحياة السرية لماري كوري" الذي صدرت ترجمته إلي العربية عن دار العين للنشر - العالمة التي عرفت إعلامياً باسم "مدام كوري"، متناولة العلم من حيث هو أحد مداخل حياتها، بينما تركز علي الجوانب الاجتماعية والأسرية والعاطفية الأكثر أهمية بالنسبة للمؤلفة. في 1893 كانت كوري أول سيدة تحصل علي درجة علمية ثانية في الرياضيات، وأول سيدة تحصل علي منصب أستاذ في السوربون وأول سيدة لا تحصل فقط علي جائزة نوبل واحدة في الفيزياء بل اثنتين، 1903 و 1911 لاكتشافها ظاهرة النشاط الإشعاعي وفصلها لعنصري البولنيوم والراديوم، وهي أول سيدة يتم انتخابها في الأكاديمية الفرنسية للطب، هذه هي الحقائق التي تحولت إلي أسطورة رومانسية ألهمت الجميع، ومنهم صناع السينما.. يحكي الكتاب، من ترجمة د. أحمد عبد الله السماحي ود. فتح الله الشيخ، عن كوري أو "ماريا سالومي سكلادوفسكا" البولندية الأصل، كيف راعت عائلة علمية بامتياز، ابنتيها إيف وإيرين وبعد ذلك أولاد إيرين المتوفية وزوجها فريدريك جوليو وكلاهما من العلماء البارزين، من كلمات مدام كوري: "لا شيء يرهب في الحياة، وهي فقط لنفهمها" و "من المهم أن نصنع حلمًا من الحياة وأن نصنع واقعا من الحلم"، ولذا تحول معملها "الكوخ البائس" وحياتها إلي فيلم بعنوان "مدام كوري" الذي ظهر سنة1943...أما الكتاب فيتساءل لماذا تستسلم بعض النساء لأقدارهن بينما تهرب أخريات أو تلتف حول العقبات؟ ولماذا تبحث بعض النساء عن الاستقلالية بينما تفضل الأخريات الامتثال لما هو مقدر لهن؟ وعلي أي الأوتار عزفت مدام كوري؟ وتحاول المؤلفة باربارا الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال تتبع مراحل حياة ماري كوري، الطفلة والطالبة المتفوقة، والشابة الكادحة التي ساعدت أهلها، ومن ثم الزوجة والأم الحنون، وأخيراً العالمة المتفوقة العبقرية.. يذكر أن مدام كوري نالت وزوجها عام 1903جائزة نوبل للفيزياء، وفي عام 1911 نالتها للمرة الثانية بعد خمسة أعوام من وفاة زوجها.