حسناً فعل د. سرور عندما أرسل خطاباً رسمياً إلي النائب المستقل سعد عبود يطلب فيه موافاة مجلس الشعب بالدليل الذي جعله يقول تحت القبة إن سيول سيناء جاءت من وسط صحراء النقب في إسرائيل وجرفت في طريقها عدداً من السيارات إلي سيناء وأن إسرائيل دخلت سيناء بدون استئذان عن طريق اختراق طائرات الهليوكوبتر الإسرائيلية المجال الجوي المصري وسط صمت الحكومة المصرية!! لم يكن بإمكان د. سرور أن يصمت أو يسكت علي هذا الكلام أو بالأصح الاتهام الخطير، وكان سكوت منصة مجلس الشعب ترفا لا يملكه لا الدكتور سرور ولا غيره.. فمثلا هذا الإتهام الخطير لا يصح علي الإطلاق أن يصدر من أي نائب إلا إذا كان تحت يد هذا النائب أدلة.. بل ويكفي دليل واحد - علي صدق ما يطلقه لسانه داخل البرلمان: وضع سعد عبود نفسه في خانة اليك!.. فالآن أصبح واجباً عليه تقديم دليل قاطع وإلا سيتم محاسبته طبقاً للتقاليد البرلمانية حيث لا تكفل له حصانته أن يدلي بأقوال مرسلة في مثل هذا الشأن الخطير لا تستند إلي أي دليل!. لم يتعلم صديقي سعد عبود من درسه الأول حين اتهم بعض قيادات وزارة الداخلية في العام 2008 بالتربح من تأشيرات الحج دون أن يقدم لمجلس الشعب وقتها الدليل علي ذلك.. نال عقابه المستحق وحرم من حضور باقي الجلسات حتي نهاية العام البرلماني.. وهو الآن في درسه الثاني الذي أرجو أن يكون الأخير.. وعليه أن يذهب للمجلس الموقر وفي يده الدليل.. ماذا وإلا.. والباقي حتماً يعرفه الجميع!. كنت أتصور أن يكون صديقي عبود جالساً الآن في موطنه الانتخابي ببني سويف يعترف ويغني مع أم كلثوم دليل احتار.. كنت أتصور أن يكلف صديقي معاونيه بدخول النت والعثور علي أي مشترك بشبكة الانترنت يكون عنده دليل علي هذا الكلام اللي ناقص الدليل. ولكن ما أفزعني بل وأفجعني حقاً هو تعليقات حضرة النائب صديقي غير المسئولة التي تكشف أشد ما تكشف استهتارًا عميقًا من سيادته بمعني ومغزي ما زعمه تحت قبة البرلمان في جلسة مناقشة سيول سيناء وأسوان!. أفزعني أن يعلق عبود علي خطاب الدكتور سرور بأنه تفوح منه رائحة التربص له لوقفه عن حضور باقي الجلسات.. فجعتني سخريته عندما قال: أنا حالياً في شرم الشيخ وسوف أتابع خط سير وتحركات الطائرات الإسرائيلية حتي أعرف بالدليل القاطع كيفية دخولها إلي سيناء!.. أدهشتني إجابته أنا عرضت الواقعة كما علمت بها! لا أعلم حقاً من الذي تربص بمن يا أخ سعد.. أنت أم الدكتور سرور؟!.. سيادتك قلت اللي قلته.. والمنصة بناء علي ما ذكرته طلبت منك موافاتها بما لديكم في هذا الشأن وتقديم الدليل.. لم يتجاوز د. سرور حدود دوره الذي يعرفه جيداً أكثر من أي شخص آخر.. وقولك الآن بوجود مؤامرة أو تربص سوف يضيف رصيداً وحملاً ثقيلاً إلي خطئك الثاني.. أو خطيئتك وهذا هو المسمي الأصح.. إن أكثر زملائك إذا سألتهم سيقولون إنك أخطأت خطأ كبيراً يا سعد.. وربما سيصارحك بعضهم أكثر وأكثر وسيقولون عيبك الآن إنك إلي جانب هذا الخطأ وقعت في الخطيئة حين رحت منتشياً تطلق تبريرات وتفبرك تفسيرات تجمل بها ماء وجهك رغم أن ما قلته عقب رسالة الدكتور سرور كلام مجرد كلام فعلاً ما أنزل الله به من سلطان!. من حقك ياسيادة النائب أن تعاتبني علي كل كلمة أوردتها في هذا المقال ولكن ماذا أفعل بعد تلك الخطيئة التي ارتكبتها تحت القبة؟.. بصراحة كده لقد شعرت وأنا جالس في شرفة الصحافة إنك أصبحت من النواب اللي غاويين منظرة.. أنك تعمدت الخروج عن النص تحت القبة. وتعمدت نفس الشيء أيضاً أمام الفضائيات محاولاً النجاة والإفلات من حبل مشنقة صنعت أنت بفعلتك جدائله وضفائره! من حقك أن تعاتبني حين أري أنك كمن وضع نفسه فجأة أمام القطارات المتسارعة في مزلقان عبود.. ومن حقك أن تغضب حين أقول إنه لا يمكن قبول ما ذكرته باعتباره زلة لسان وعفا الله عما سلف لأن ما قلته يتعلق بأمر هو في صميم مهام قواتنا المسلحة الباسلة التي تحمي حدود مصر وتذود عن الوطن في أي وقت وفي كل الأوقات.. ومن حقك أن تثور حيث أكتب الآن أدق وصف صحيح يستحقه الكلام الذي قلته تحت قبة البرلمان ووصفه بأنه حديث الإفك! مشكلتك يا حضرة النائب أنك تصورت أن الحصانة سوف تحميك.. ومن هذا الفهم الضيق لمفهوم الحصانة انطلقت تطلق الاتهامات الباطلة دون أن تقدم دليلاً واحداً يجعل اتهاماتك الزاعقة صحيحة أو حقيقية. مشكلتك أيضاً أنك انصعت واستجبت لما زينه لك من حولك بأنك إذا فجرت القنابل في العام الأخير للبرلمان ستضمن حتماً مقعدك في البرلمان القادم.. مشكلتك كذلك أن بريق الفضائيات ورغبتك الدائمة في البقاء والاستمرار في دائرة الشهرة قد جعلاك تقول تحت القبة ودون أن تدري ما يريده البعض في هذه الفضائيات الذين مازالوا يحاولون تنفيذ أجندة أجنبية في مصر يطلقون عليها الفوضي الخلاقة. الآن بعد أن وقع فأسك في رأسك.. بماذا يمكن أن ترد علي رسالة الدكتور سرور.. طبعاً ما باليد حيلة.. فقد وقع المحظور.. وأنت الذي قفزت بنفسك في هذا المحظور.. وبصياغة أخري أستطيع أن أقول لك يا صديقي لسانك لم يكن حصانك.. وأنت بالتأكيد تعرف الباقي!!