في أمم أفريقيا 2010.. سافر عدد من الزملاء الصحفيين بالأقسام الرياضية.. والمصورين.. في نفس الوقت سافر مهيب عبدالهادي كبير المراسلين بقناة الحياة الفضائية.. وخلال أيام البطولة، حاولت أرسم شكلاً لعمل مراسل تليفزيوني في ظل شعار ممنوع الاقتراب من البطولة تمامًا.. فالحياة مثل غيرها ليس لها أي حقوق فيها.. سواء في الملعب أو حتي المدرجات.. حتي الفندق وقاعات المحاضرات والطعام والتدريبات.. في حدود دقائق، ماذا يفعل المراسل التليفزيوني وهو ممنوع حتي من التنفس أكثر من عدد معين.. إنها مأساة في ظل قائمة طويلة من الممنوعات من أصحاب الحقوق! وسط جو المعنويات فيه تكاد تتحطم.. وجد مهيب عبدالهادي مراسل الحياة نفسه في مأزق فالقناة كعادتها حملته همومها ومشاكلها، ومن هنا حاول تحقيق عدة انفرادات بلغة الصحافة.. في كل مرة يتصل به شوبير، كان مراسل الحياة يحاول تقديم جديد.. لدرجة أنني أشفقت علي مهيب لسببين أنه أمام تحد خاصة بعد تفوقه في غانا 2008 وأن فشله في تحقيق إنجازات مصورة في أنجولا بالطبع سوف يصيبه بضرر بالغ له ولمنصبه فمراسل الحياة سافر إلي أنجولا وهو يحمل إنجازات من العيار الثقيل حققها لقناته في أمم أفريقيا 2008 وكانت الحياة وقتها مالكة لحقوق المنتخب المصري من كواليس وتحركات وتدريبات وهو ما أشعر الفضائيات الأخري بالغضب وكشف عن أن رؤية قيادة القناة كانت أكثر دقة من غيرها بعد أن اشترت الكواليس بمليون جنيه وهو رقم كان كبيرًا في رأي المهتمين لكن في النهاية اكتشفوا أن الحياة كانت هي الصح. المهم أن نجاحات مهيب عبدالهادي في غانا 2008 كانت جزءًا من أسباب امتلاك قناته الحياة لكواليس حياة الفراعنة وهي مادة منحته والحياة العديد من الانفرادات.. بل كانت سببًا وراء محاربة مهيب. في أمم أفريقيا 2010 بأنجولا نجح مراسل الحياة في تحقيق عدد من الانفرادات بالكاميرا أعتقد أن آثارها امتدت لخارج برنامج الكرة مع شوبير.. بعد أن نقل لنا ولملايين المشاهدين طعم الانتصار كما أحس به جمال مبارك.. ولحظة الفرحة كما ترجمها علاء مبارك. مهيب شخص لا يعترف بالهزيمة لذا كان إصراره وراء تسجيل تلك اللحظات التاريخية.. لم يترك أحدًا إلا وأصر علي أن يسمع تجربته وينقلها فورًا إلي محطة الحياة. مهيب نقل لنا لقطات مشاركة علاء وجمال مبارك للاعبين في حجرات تبديل الملابس.. جمال كان يهتف وعلاء كاد صوته يختفي والأهم أن عين الحياة لم تترك الموقف يتجسد في صورة.. بل اقتحم الانفعال وحصل علي تصريحات لا أعتقد أن أحدًا يمكنه أن يفعل ما حققه مراسل الحياة.. خاصة أن الموقف كان صعبًا.. ومساحة التحرك محدودة والهتافات عفوية.. والتصرفات عصبية.. ولا وجود لعقل ينظم العلاقة بين مراسل تليفزيوني.. وانفعالات.. لكن مراسل الحياة حطم القواعد ونقل لنا الحدث. مهيب المراسل التليفزيوني بيض وجه الحياة.. وأنا هنا أحدد بأنه قضي علي شائعات حاول البعض إلصاقها بالحياة.. وبشوبير وبغيره.. جرأة المراسل والذكاء الاجتماعي الذي يتحلي به وإمكانياته كانت وراء فوز الحياة بمساحة واضحة أتاحت لها التفوق في مارثون أنجولا 2010. علي أي حال ليس لي أي علاقة بالمراسل التليفزيوني للحياة مهيب لكن الانفرادات التي حققها في غانا 2008 كانت وراء تنظيم حزب من خصومه رفعوا شعار الويل لمهيب.. والانفرادات المميزة له في أمم أفريقيا 2010 بأنجولا، وضعت المنافسين له في موقف حرج علي الأقل أمام أصحاب القنوات الفضائية، وكما قلت مراسل الحياة منح قناته حيوية الجدل مرة أخري وحسم تلامسًا مع غيرها. هذا الموقف يوضح الفروق بين شخص ينتمي لمكان ما.. وآخر يتعامل معه كسبوبة.. وأنا أري أن مراسل الحياة تعامل مع أي موقف وجد نفسه مكلفًا بنقل أحداثه علي أنه شخص مُنتمي للحياة.. ومحبًا لها من هنا جاء تفوقه. إذا علي قناة الحياة أن تستضيف مهيب ليحكي لنا عن حصة ما زالت في جيبه من الأسرار.. إنه يملك علي ما اعتقد الكثير منها، أنا شخصيا معجب بانفرادات، الحياة ولعل المشهد الذي سيظل بداخلي وهو مشهد تفاعل المواطن علاء والمواطن جمال مبارك مع النصر والانتصار.. ومازال موقف يوسف ابني في ذاكرتي: عندما أشار لي علي صورة علاء وجمال وهما يهتفان لمنتخب الفراعنة وقال لي: شوف فرحانين إزاي شوف بيحتفلوا إزاي شوف بيهتفوا إزاي.. لم أرد لكن قلت: براڤو يا مهيب.. يا مهيب الصورة التي نقلتها كان لها تأثير علي وجدان يوسف أكبر ألف مرة من كلماتي بدون صورة.