يؤكد الخبراء المصرفيون والمحللون الاقتصاديون أن تطبيق أحكام وضوابط الشريعة في البنوك الإسلامية والتي يبلغ حجم تعاملاتها الدولية حوالي تريليون دولار، هي التي أدت إلي عدم تأثر البنوك الإسلامية بالأزمة المالية العالمية، والتي عانت منها غالبية المصارف والبنوك والمؤسسات المالية الكبري وأدت إلي إفلاس العديد منها وعلي رأسها بنك ليمان براذر الأمريكي، حيث لم يعلن أي بنك إسلامي -علي مستوي العالم- عن إفلاسه، في حين بلغ عدد البنوك التقليدية التي أفلست أكثر من 140 بنكا. والمرابحة بشكل عام هي، من أنواع البيوع المشروعة وأحد أهم أشكال التمويل بالمصارف الإسلامية، وتعرف المرابحة بأنها: بيع بمثل الثمن الأول مع زيادة ربح، أو هي بيع برأس المال وربح معلوم، وتعد المرابحة من أكثر طرق التمويل تطبيقا في الصناعة المصرفية الإسلامية، حيث بدأ استخدامها مع بداية نشأة المصارف الإسلامية عام 1975، ويقوم المصرف من خلالها بشراء ما يحتاجه العملاء من سلع استهلاكية وأصول إنتاجية، بحيث يقوم العميل باختيار سلع معينة يقوم بتحديدها ثم يقوم المصرف بشرائها طبقا لما يحدده العميل من مواصفات ثم يتملكها ويقوم ببيعها للعميل بثمن يتضمن تكلفة الشراء بالإضافة إلي ربح معلوم للبنك مقابل الجهد المبذول في الشراء والنفقات التي يتحملها مع ضمان تسليم السلعة للعميل وفقا للمواصفات المطلوبة. وتستخدم المرابحة في مجال تمويل السيارات، ومن خلالها يقوم العميل باختيار السيارة التي يرغب في امتلاكها، ويحدد مواصفاتها للبنك، الذي يقوم بشرائها وتملكها، ثم يقوم ببيعها للعميل بثمن يتضمن تكلفة الشراء بالإضافة إلي ربح معلوم للبنك، مقابل الجهد المبذول في الشراء والنفقات التي يتحملها البنك مع ضمان تسليم السيارة للعميل وفقا للمواصفات المطلوبة، ويسدد العميل ثمن هذه السيارة علي أقساط شهرية وفقا لعقد البيع.