يبدو ان لعبة كرة القدم في العالم بأسره تعيش حالة غير عادية من التخبط وليس فقط في مصر، فمازال الاتحاد الدولي الفيفا يستقبل هجوما عنيفا بسبب مجاملاته وتعاملاته في اختيارات الدول المنظمة لبطولات كأس العالم وكيف يسند اختيار أقوي وأغلي بطولة رياضية في العالم حسب الأهواء الشخصية والحب والكره. وقد اعتبر أولي هونيس، رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، في تصريحات أدلي بها ، أن قرار تنظيم بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا "كان أحد أكبر القرارات الخاطئة" لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر. وأضاف رئيس النادي البافاري الذي لن يسافر لمشاهدة مباريات كأس العالم: "لم أكن قط مؤيداً لتنظيم كأس العالم في جنوب أفريقيا، ولا في أفريقيا كلها طالما لم تتضح الأوضاع الأمنية بنسبة مائة بالمائة". ويري هونيس أن حادث إطلاق النار علي منتخب توجو في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها أنجولا حالياً كان دليلاً علي صحة ما يقول وأن: "السيد بلاتر أراد فرض إرادته علي الجميع، لكنني أراه مخطئاً". وتابع رئيس بايرن ميونيخ: "لن يفيد الندم الآن، لابد من السعي إلي تنفيذ الأمور بأفضل طريقة ممكنة، لكنني علي ثقة من أن السيد بلاتر، في داخله، أدرك منذ وقت طويل أن منح جنوب أفريقيا شرف استضافة كأس العالم كان أحد أكثر القرارات الخاطئة التي اتخذها علي الإطلاق". ومن جانبه هاجم الاتحاد الاسترالي التصريحات التي أدلي بها رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر حيث كشف بأنه يجري التحضير لاتفاق علي استضافة القارة العجوز لمونديال 2018. واكد مسئولون بالاتحاد الاسترالي انه بعد هذا القرار تضاءلت حظوظه في الحصول علي شرف استضافة نهائيات كأس العالم 2018 اثر كلام بلاتر علي هامش لقائه رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو حيث قال: "ما تناقشت به مع رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني في موسكو في الأيام الأخيرة، هو أن الترشيح لاستضافة كأس العالم في العام 2018 يجب أن ينحصر بالقارة الأوروبية فقط". وأضاف "لم يتقرر الأمر رسمياً بعد، لكنها مجرد فكرة لتسهيل عمل الاتحاد الدولي واللجنة التنفيذية". وأصدر الاتحاد الاسترالي بياناً رسمياً جاء فيه "يدرك الاتحاد الاسترالي منذ فترة بأن اتفاقاً يجري التحضير له لإقامة كأس العالم في العام 2018 في أوروبا، وبالتالي لم نفاجأ بتصريحات رئيس الاتحاد الدولي لأنها تؤكد المعلومات التي بحوزتنا". بيد أن رئيس الاتحاد الاسترالي فرانك لوفي أعلن أن بلاده ستستمر في الترشح لكأس العالم 2018 إلي أن يتم إقناعها بأن الأمر سيكون محصوراً بالقارة الأوروبية وحدها وقال في هذا الصدد "إذا توصلنا إلي استنتاجات أن حظوظنا أقوي لتنظيم كأس العالم في العام 2022، فإننا سنتصرف علي هذا الأساس". وتعتبر مشكلة بالنسبة للجانب الأسترالي خاصة بعد مصاريف الدعاية والإعلانات الهائلة التي أنفقها الاتحاد علي ملف 2018 وان الكثير من هذا المال كان سيوفر اذا كانت الدعاية لكأس العالم 2022 فقط. بيد أن استراليا تواجه مشاكل داخلية كثيرة وتحديداً بين الاتحاد الكروي وسائر الاتحادات الأخري مثل اتحاد الركبي الذي يرفض التنازل عن بعض الملاعب التي ستقام عليها بطولات في الوقت ذاته من إقامة نهائيات كأس العالم، وقد ناشدت وزيرة الرياضة كايت ايليس الجميع وضع خلافاتهم جانباً مشيرة إلي أن حكومتها تؤيد إقامة كأس العالم التي سيكون لها فائدة رياضية واجتماعية. وتتنافس إنجلترا وروسيا بملفين منفردين، وإسبانيا والبرتغال بملف مشترك، وبلجيكا وهولندا بملف مشترك أيضاً علي استضافة كأس العالم 2018 أو 2022، وترشحت أيضاً استراليا واليابان والولايات المتحدة لكأسي العالم 2018 أو 2022، في حين أعلنت قطر واندونيسيا وكوريا الجنوبية ترشحها فقط لكأس العالم 2022. اما الاتحاد الأفريقي الكاف فمازال يعيش في تخبط بين اقتراحات تعديل مواعيد بطولة الأمم الأفريقية بعد الهجوم العنيف الذي يواجهه العالم الافريقي من جانب الدول الأوروبية بسبب ترك لاعبيها في منتصف الموسم من أجل البطولة. الا انه بالرغم من ذلك فقد أعلن الكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي أن الكاف يدرس تغيير موعد كأس أمم أفريقيا لتقام البطولة في الأعوام الفردية بدلاً من الأعوام المزدوجة. وقال حياتو للصحفيين في لواندا أن التغيير المقترح قد يسري اعتباراً من العام 2013 حيث سيتم تقديم موعد بطولة 2014 بواقع 12 شهراً كاملاً. وأضاف حياتو أنه يرغب في تجنب إقامة البطولة في نفس العام الذي تقام فيه كأس العالم أو بطولة أمم أوروبا لكنه أشار إلي أن كأس أمم أفريقيا ستقام في موعدها في يناير. وتقام كأس أمم افريقيا في منتصف موسم مسابقات الأندية الأوروبية التي يحترف فيها معظم اللاعبين الأفارقة المشاركين في البطولة وأثار هذا العديد من الانتقادات من مدربين ومديرين فنيين. وفي تنازل بسيط قرر الاتحاد الأفريقي تقديم موعد البطولة المقامة حالياً في انجولا بواقع أسبوعين. وقال متحدث باسم الاتحاد الأفريقي أن قراراً نهائياً بهذا الشأن لن يصدر علي الأرجح قبل الشهر المقبل ولن يري النور إلا إذا وافقت ليبيا المقرر أن تستضيف نهائيات أمم أفريقيا في 2014 علي تقديم موعد البطولة. وستتشارك غينيا الاستوائية والجابون في استضافة نسخة 2012 والتي لن تتأثر بأي قرار جديد سيصدر بشأن تغيير موعد إقامة البطولة الأفريقية. وعلي صعيد متصل عقدت اللجنة المنظمة للنسخة الثامنة والعشرين لنهائيات الأمم الأفريقية المقررة بعد عامين في غينيا الاستوائية والجابون اجتماعاً في العاصمة الأنجولية لواندا، حيث أعلنت خلاله أن الأولي ستستضيف المباراة الافتتاحية، فيما تحتضن الثانية المباراة النهائية. وأوضحت اللجنة أن عملية سحب قرعة النهائيات ستقام في غينيا الاستوائية علي أن تستضيف الجابون الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي التي ستعقد خلال البطولة. أما المباريات فستقام في مدن باتا وفرانسفيل وليبروفيل ومالابو. وتابعت أن ملاعب النهائيات جاهزة بما أن غينيا الاستوائية استضافت عليها كأس الأمم الأفريقية للسيدات، فيما جددت الجابون ملاعبها وباتت طبق المعايير الدولية، مشيرة إلي أن الجابون بصدد بناء ملعب جديد وأن سعة ملاعب النهائيات تتراوح بين 20 و40 ألف متفرج. وأكد رئيسا اللجنة المنظمة الجابوني رينيه هيلير ادياهينو والغيني الاستوائي روسلان اوبيانج نسو الذي يشغل منصب وزير الرياضة في بلاده أن الطرفين يعملان معاً منذ فترة طويلة استعداداً لاستضافة النسخة المقبلة في إطار لجنة منظمة مشتركة تتخذ قرارات مشتركة لكن مع احترام كل منها لسيادة الدولة الأخري. وأفاد أن البلدين سيعتمدان تأشيرة دخول واحدة خلال النهائيات من أجل تسهيل مهمة انتقال الصحافيين من بلد إلي آخر، مؤكدين أن البلدين يرفعان شعاراً واحداً هو "بلدان من أجل بطولة واحدة وكرة قدم غنية بالإثارة". وأوضح اوبيانج نسو أن جهوداً كبيرة سيتم القيام بها في مجال البني التحتية من طرقات ومطارات ووسائل الاتصال حتي تكون كأس الأمم الأفريقية عاملاً حقيقياً في تطوير البلاد، وقال "كل ما نحن مطالبون بالقيام به سننجزه". أما عيسي حياتو فقال "منحنا الاستضافة إلي الجابون وغينيا الاستوائية لأننا نرغب في أن تتمكن جميع البلدان الأفريقية في استضافة مسابقتنا، نعرف جيداً أنه لا يمكن لجميع الدول الأفريقية استضافة النهائيات، ولهذا السبب فكرنا بأن التنظيم المشترك فكرة رائعة لتسهيل القيام بذلك". وأضاف "لدينا الثقة الكاملة في التحدي الذي رفعه البلدان لاستضافة هذه النهائيات". يذكر أنها المرة الثانية التي ستقام فيها النهائيات مشتركة بين بلدين بعد الأولي عام 2000 في نيجيريا وغانا.