اكد السفير محمد بسيونى رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى أن الجهد المصرى بخصوص القضية الفلسطينية هدفه الرئيسى فى الوقت الحالى انهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقادرة على العيش وعاصمتها القدس مع تمتعها بحقوقها الجغرافىة على الأرض. واشار بسيونى فى اجتماع المجلس المصرى للشئون الخارجية إلى أن الجهود المصرية تسير فى ثلاثة مسارات أولها: تحقيق الوفاق الوطنى الفلسطينى عن طريق توقيع الفصائل الفلسطينية على ورقة المصالحة المصرية مشيرًا إلى أنه لا حل للقضية إلا بهذا الوفاق أن يكون القرار الفلسطينى نابعًا من الداخل الفلسطينى وليس مدفوعا من أى جهة اقليمية كما هو حال حركة حماس. وأوضح بسيونى أن مصر مصرة على أنه لا مجال لفتح النقاش حول ورقة المصالحة مرة أخرى لأنها جاءت نتاج لتشاور جميع الفصائل فى اجتماعاتهم فى القاهرة والتى بدأت فى 23 فبراير 2009 وبعد أن وقعت عليها حركة فتح، وأكد أن حماس إذا كان لديها أى ملاحظات فلتوقع أولا على الورقة على أن ينظر فى هذه الملاحظات فيما بعد، ولفت إلى أن مصر بذلت جهدا خارقا حتى تم التوصل إلى اتفاق فصائلى على هذه الورقة التى ليست من صنع إلا هذه الفصائل حيث شكلت مصر خمس لجان دأبت العمل حتى توصلت إلى هذا الاتفاق. وشدد رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشورى على أن الكرة الآن فى الملعب الحمساوى ورفع الحصار عن الفلسطينيين مرهون بسياسة حماس التى بامكانها وقف المعاناة التى يلقاها الشعب الفلسطينى إذا ما قبلت بالوفاق الوطنى، وكشف بسيونى عن تلقى الجانب المصرى تأكيدات من قيادات بالرغبة فى الحوار مرة اخرى وهذا أمر ترحب به مصر. وبخصوص سياسة نتانياهو قال بسيونى أنه يظن امساكه العصا من المنتصف أى التزامه بالحكومة الائتلافية وملتزم باليمين المتطرف مع ابداء بعض المرونة الشكلية والدليل على ذلك تركه الساحة الخارجية للمتطرف ليبرمان وهذا دليل على أن ايديولوجية نتانياهو تحتم علىه أيضًا أن يكون يمينيا متطرفا. وحول ما يثار عن تسبب مصر فى احكام السيطرة على غزة قال بسيونى إن غزة لديها 7 معابر لا تشارك مصر إلا فى معبر واحد وهو معبر رفح ومع ذلك وبالرغم من كونه معبرا للأفراد وليس للبضائع إلا أنه يتم اختزال مشكلة غزة فى هذا المعبر وبالرغم من ذلك تسمح مصر بعبور سيارات البضائع بصفة استثنائية وللحالات الانسانية، أما بخصوص الانشاءات الهندسية التى تقيمها مصر على الحدود مع غزة وتستمر حوالى عام، فجاءت بعد العمليات الارهابية الأخيرة والتى استخدم فيها متفجرات هربت من الانفاق مع القطاع بمساعدة بعد المصريين الخونة، وقال بسيونى .. اوجه كلامى إلى المصريين الذين يتشدقون على قناة الجزيرة بسبب مصر وبسبب هذه الإنشاءات هل تريدون للبلد أن يكون مثل العراق يهزه السيارات المفخخة كل يوم.. نحن مع رفع الحصار لكن مع الأمن المصرى أولا. وحمل بسيونى حماس مسئولية مقتل الجندى المصرى أحمد شعبان حيث قال إن الحركة تسيطر على القطاع بكل حركاته وسكناته ولا يعقل أن يسير قناص بهذه المعدة دون علم شرطة الحركة، وأكد أن مصر على علم باسماء قتلة جنديها ولن تترك هذا العمل الاجرامى ولكنها لن تعاقب به الشعب الفلسطينى كله. من جانبه قال اللواء محمود خلف الخبير العسكرى أن مصر تواجه حربًا دعائية سوداء وهى أحد أشكال الحروب المتعارفة من خلال استخدام المعبر وقوافل الاغاثة فى التنديد بسوء إدارة مصر للقضية الفلسطينية واحكام الحصار على غزة، وأضاف أن من يدير هذه الحرب دولة إيران وما تسمى قطر المحتلة« امريكيا. واشار خلف إلى أنه من المؤسف أن يكون لدينا اعلام بيكلم نفسه« ومقصر فى ايصال سياسة مصر إلى الخارج منتقدا أداء الاعلام المصرى فى صد هذه الحرب الدعائية التى تتعرض لها مصر. وأوضح أن مفهوم الأمن القومى أصبح سداح مداح« وكل محلل يوظفه كما يريد، مشيرًا إلى أن الأمن القومى لمصر هو كل ما يهدد المواطن المصرى وبالتالى فإن أرض غزة هى امتداد جغرافى للأمن القومى المصرى ومن ثم لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يخضع لغير الدولة الفلسطينية كما أن مصر لن تقبل بتحويله إلى مرتع اقليمى حتى لو كلفها ذلك الدخول فى حرب.