استمرارًا لمسلسل الإهمال الذي تعاني منه الآثار في كفر الشيخ، شهدت منطقة تل الفراعين الأثرية واقعتين الأولي تعرض فيها تمثال أثري للكسر نصفين أثناء نقله، وآخر نُقِل بطريقة بدائية بما عليه من تشوهات وكتابات خارجة تعرض لها نتيجة إهماله وعدم الاعتناء به من قبل المسئولين عن الآثار في كفر الشيخ. التمثال الأول لأبي الهول يرجع لعصر الملك هكر، من مادة الجرانيت الأسود، كشفت عنه في مطلع التسعينيات بعثة قسم الآثار بجامعة طنطا داخل منطقة المعبد بتل الفراعين، وعلي جانب كبير من الأهمية خاصة مع وجود تمثال آخر مماثل رجح علماء الآثار أنهما كانا في وضع متقابل علي مدخل المعبد. منذ أسبوعين قررت منطقة آثار كفر الشيخ نقل التمثال إلي المخزن المتحفي لعرضه في متحف كفر الشيخ الذي يُنْشَأُ حاليًا، ولأن عملية النقل تمت عن طريق ونش دخل إلي منطقة المعبد مهددًا ما بها من آثار لم يكشف عنها بعد في باطن الأرض، انكسر إلي نصفين مسببًا خسارة كبيرة لقطعة أثرية علي جانب كبير من الأهمية. المفاجأة أنه عُتِّمَ علي الواقعة وأُشِيْعَ أن التمثال اكتُشِفَ علي هذه الحالة وأُعدَّ تقرير بذلك، وحسب مصدر بالآثار، ما يفند ذلك أن الكسر حديث ويمكن اكتشاف ذلك بسهولة من قبل رجال الآثار، كما يمكن العودة إلي سجلات آثار المنطقة في الفترة الزمنية التي اكتشف خلالها للتيقن من حقيقة ذلك أم أنها مجرد خدعة وتحايل لتمرير الموضوع. د. محمد عبد الرافع مدير عام آثار كفر الشيخ لم يكن موجودًا وقت حدوث الواقعة حيث كان في القاهرة، وعندما بلغه الخبر عاد فورًا ووبَّخَ الجميع قائلاً: حتخلوا اللي ما يشتري يتفرج علينا ويا فرحة الصحف فينا. أسد سخا الواقعة الثانية تتعلق بتمثال أسد سخا الذي اكتشف في تل آثار سخا المعروف باسم أخسيوس، ويزن نحو 2.5 طن، كانت روزاليوسف قد نشرت عنه بتاريخ 2009/1/18 وما يتعرض له من إهمال جسيم، حيث كان موضوعًا أمام الحديقة الفرعونية دون إحاطته بسور لحمايته مما جعله عرضة لأيدي الكثيرين الذين حولوه لمسخ مشوه بالعبارات العاطفية والخارجة والمخلة بالآداب، وتلطيخه بالألوان الزيتية، فضلاً عمَّا كان يحيط به من حشائش ومياه راكدة أسهمت في تشويه قيمته الأثرية. التمثال نقل منذ نحو 20 عامًا من منطقة اكتشافه محافظ كفر الشيخ الأسبق صبري القاضي إلي ميدان سخا أمام الحديقة الفرعونية لتزيين الميدان ووضعه علي قاعدة خرسانية بارتفاع 30 سم عن سطح الأرض. ومنذ 3 سنوات وبعد تعرض التمثال لموجة كبيرة من التعديات والتشويهات، فحصته لجنة وطالبت بنقله إلي مكان آخر بعد ترميمه، إلا أن الوضع استمر كما كان، إلي أن قررت المنطقة قبل أسبوع نقل التمثال بعد صدور الشيك الخاص بتكاليف عملية النقل البالغة 3 آلاف جنيه. عملية النقل شابتها عدة أخطاء جسيمة، أولها أنها تمت بطريقة كادت تهدد التمثال بالدمار، حيث رفع بونش بعدما ربط بأحبال وشرائط معلقًا في الهواء وكان من الممكن أن يسقط خاصة أنه يزن 2.5 طن، ووُضِعَ في الساحة الأمامية للمخزن المتحفي في تل الفراعين في العراء. المسئولون عن عملية النقل لم يراعوا ما عليه من تشوهات وعبارات خادشة للحياء وخارجة ولم يزيلوها ونقلوا التمثال علي هذه الحالة أمام الناس الذين شعروا بالصدمة من العبارات التي قرأوها عليه، وصوَّرَهُ بعضهم بكاميرات المحمول في مشهد سيئ جدًا. كلام فاضي روزاليوسف واجهت د. محمد عبدالرافع مدير عام آثار كفر الشيخ بالوقائع السابقة، والمفاجأة أنه أنكرها تمامًا وقال: هذا كله كلام فاضي وأقاويل يرددها مغرضون وما يقال عن كسر التمثال مجرد شائعات. وأوضح أن قرار نقل التمثالين جاء لحمايتهما من عوامل الجو التي قد تتسبب في تدميرهما وإفقادهما قيمتهما الأثرية، كذلك خوفًا عليهما من السرقة. من جانبه أشار د. محمد عبدالمقصود رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري إلي أنه بالفعل عقب ما نشرته روزاليوسف عن الإهمال الذي تعرض له تمثال أسد سخا والحالة السيئة التي كان عليها، طلبت المنطقة بالفعل سلفة لنقل التمثال، ولا يعرف سبب تأخير ذلك حتي الآن، وربما حسب تقديره يكون راجعًا إلي بعض الأمور الإدارية وأولويات العمل في قطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للآثار. فيما يتعلق بواقعة كسر تمثال هكر، أشار إلي أنها إذا كانت حقيقية فهي كارثة ولابد من محاسبة كل المتسببين فيها وإحالتهم للتحقيق بغض النظر عن مواقعهم أو أماكنهم، لأن هذا ينم عن إهمال جسيم. أشار إلي أن مدير المنطقة كان لابد أن يخطر المجلس بعد انتهاء عملية النقل، وأعلن أنه سَتُشَكَّلُ لجنة محايدة تمامًا من خارج المنطقة لمعاينة الوضع هناك وفحص كل الأوراق وما يخص وقائع النقل والكسر الذي سيحدد الأثاريون المتخصصون إذا ما كان قديمًا يعود لتاريخ الكشف عن التمثال أم جديد وناتجاً عن إهمال في عملية النقل وما إذا كانت هناك محاولات لإخفائه بالغش والتدليس، وسَيُحَاسَب المقصرون فورًا.